فى طريق الهدايه ومع يحيى بن أسعد بن زراره ( الجزء الثانى ) إعداد / محمـــد الدكـــرورى

فى طريق الهدايه ومع يحيى بن أسعد بن زراره ( الجزء الثانى )
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع يحيى بن أسعد بن زراره، وقد ذكر الواقدي أنه مات على رأس أشهر من الهجرة، رواة الحاكم في المستدرك من طريق الواقدي عن أبي الرجال، وفيه جاء بنو النجار فقالوا: يا رسول الله مات نقيبنا فنقب علينا، فقال: "أنا نقيبكم" وقد قال البغوي أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة، وأنه أول ميت صلى عليه النبي الكريم محمد الله صلى الله عليه وسلم، وروى الواقدي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة، وهذا قول الأنصار، وأما المهاجرون فقالوا: أول من دفن به عثمان بن مظعون، وعن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن عمه يحيى، وما أدركت رجلا منا يشبهه، يحدث الناس: وأن أسعد بن زرارة، جد محمد من قبل أمه، أخذه وجع في حلقه يقال له الذبحة. 

فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " لأبلغن من أبي أمامة عذرا، فكواه بيده فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس الميتة " اليهود يقولون: أفلا دفع عن صاحبه، وما أملك له ولا لنفسي شيئا " وأما عن الصحابي يحيى بن أسعد بن زرارة، فهو يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاري، وقيل هو يحيى بن أزهر بن زرارة، وهو مختلف في صحبته، وقد روى أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سمع النداء يوم الجمعة ولم يأت، ثم سمع ولم يأت، طبع على قلبه" وقد أَخرجه ابن منده،  وأبو نعيم، وقد نسباه إِلى أَسعد بن زرارة، وقد ذكر البخاري " يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة" وقال: وبعضهم يقول أسعد بن زرارة، وهو، وهم. 

قال ابن حجر العسقلاني: من يجعل هذا يحيى من ولد أَسعد بن زرارة يلزمه أَن يجعله صحابيا، لأن أباه أسعد توفي، والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يبني مسجده أول ما هاجر إِلى المدينة، وإن كان ابن أسعد، فكذلك أيضا لأن أسعدا قال فيه أبو نعيم: إِن ابنِ منده وَهم فيه حيث جعله ترجمة، وقال أبو عمر: أخشى أن لا يكون أدرك الإِسلام، فهو أيضا يقتضي أن تكون له صحبة، وكان يقول ما حفظت سورة ق إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب بها كل جمعة، وقد قال العلماء سبب اختيار ق أنها مشتملة على البعث والموت والمواعظ الشديدة والزواجر الأكيدة وفيه دليل للقراءة في الخطبة كما سبق وفيه استحباب قراءة ق أو بعضها في كل خطبة، وعن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي‏. 

أنه بلغه عن خطبة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم بن عمرو بن عوف رضي الله عنهم‏، قال " ‏الحمد لله أحمده وأستعينه، وأستغفره وأستهديه، وأومن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق والنور والموعظة على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة، وقرب من الأجل‏، إنه من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا، وأوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة، وأن يأمره بتقوى الله، فاحذروا ما حذركم الله من نفسه، ولا أفضل من ذلك نصيحة. 

ولا أفضل من ذلك ذكرى‏،‏ وإنه تقوى لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه، وعون صدق على ما تبتغون من أمر الآخرة، ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمر السر والعلانية لا ينوي بذلك إلا وجه الله يكن له ذكرا في عاجل أمره وذخرا فيما بعد الموت، حين يفتقر المرء إلى ما قدم، وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا، ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد‏، والذي صدق قوله، وأنجز وعده، لأخلف لذلك فإنه يقول تعالى‏ ( ‏ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد‏ )‏ واتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية فإنه ‏( ‏من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا )‏ ‏(‏ومن يتق الله فقد فاز فوزاً عظيما )‏ وإن تقوى الله توقي مقته، وتوقي عقوبته، وتوقي سخطه‏، وإن تقوى الله تبيض الوجه، وترضي الرب.
 

وترفع الدرجة، فخذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله قد علمكم الله كتابه، ونهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا وليعلم الكاذبين فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وعادوا أعداءه وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وسماكم المسلمين ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة ولا قوة إلا بالله، فأكثروا ذكر الله واعملوا لما بعد الموت فإنه من أصلح ما بينه وبين الله يكفه ما بينه وبين الناس ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه، الله أكبر ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‏ " وهكذا كانوا السابقون الأولون، فالسابق في هذه الدنيا بالأعمال الصالحة سابق إلى جنات النعيم، والسابق في الأعمال الصالحة في الامتثال لأمر لالله تعالى، والامتثال لأمر رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.


وهو سابق يوم القيامة إلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض، وقد حثنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله وفعله إلى المسابقة للخيرات، فقد قام صلى الله عليه وسلم، قام الليل حتى تورمت قدماه، فقالت له السيده عائشة: يا رسول الله لم تصنع بنفسك هكذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " أفلا أكون عبدا شكورا " وقام وقرأ في سورة البقرة وشرع في النساء ثم رجع لآل عمران بركعة واحدة صلى الله عليه وسلم، وقال عنه ابن عباس "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أجود الناس" فهو لا يسبق صلى الله عليه وسلم، في الخير لطاعة الله، وقال صلى الله عليه وسلم " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلى أن يستهموا عليه لاستهموا" رواه البخارى ومسلم، وهو منافسة ومسابقة في الخيرات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد