_____لقاء_____ بقلم الاستاذة، مرفت السيد احمد
_____لقاء_____
فى مبنى وصفه بالأجمل ما بين أقرانه ..
دعانى لزيارة ليست بالأخيرة ...
ربما وجد أنه لابد أن تروى حكاية ما ..
ربما رآنى من القليلين الذين ينسجون الحكايات .
.ربما ضاق صدره رغم سعته فأراد أن يفضى بعد أن ألقتنى فى طريقه رياح الصدف ....
أي كان ...فلا عجب منه أكثر من العجب فى تلبيتى دعوته ..وأنا التى أهاب رد السلام ..
دفعنى فضولى الذى يرسم فى مقابلتى إياه مجدا .
.أو دفعنى قدرى..
أى كان.....
فمن الصعب أحيانا تفسير ما يدور داخلنا ...
دعانى بالأستاذة ...بعد استقبالى فى مكتبه الصغير فى مساحته.. الكبير بمحتواه ...
جلست على أريكة هى أول ما يقابلك بعد تخطى صالة الاستقبال و العبور من ممر ضيق نسبياً
جلس هو على الكرسي خلف طاولة مكتبه
فى مقابلتى ..وتركه بعد فترة بعد أن استطرد فى حكاياته أحس أنه ليس بالمكان المناسب لضحية مثله ،
لديه كرسي أخر وصفه "بكرسى الضحية" وهو الكرسي
الذى يجلس عليه الزبائن حين يريدون عرض قضيتهم عليه ..
أحب أن يعيش تجربتهم بعد أن نصبنى فى منصة القاضى . _ وذلك لأن منصة القضاء باردة على حد تعبيره _
ذهبت على اتفاق بأن يروى لى إحدى حكاياته مع موكليه فهو محام على رغم من صغر سنه الا أنه من القانونيين المشهود لهم بالكفاءة .والحكاية التى ستساعدنى على كتابة رواية ما..
ولكن ...كانت المفاجأة حيث كان هو الحكاية الكبرى
حكاية تحيطها الآلام كالمعتاد أو قل بداخلها الوجع ..
بدأ بعرض مقتنيات مكتبه والذى اعتز فيه بما يضم من شهادات تقدير عرض لى احداها بلهجه مترددة ما بين الفخر والحسرة على زمن الكفاح المدرسى الذى تخطاه بامتياز ..
وأخرى شهادة شكر عن خدمته العسكرية .
و أخرى...............
قاطعته متسائلة : أين شهادة التخرج ؟
_ أجاب بنفسية لا تقبل التكرار : يمتلكها الكثيرون ...
_ عندى دكتوراه فى كل قضية تعرض علي .
يزين الحائط أيضا مكتبة جدارية تنم عن ثقافة صاحبها وبرغم أنه رجل قانون لكنها لا تخلو من أشعار نزار قباني..
جلس ثانية ....وأشعل سيجارته لا أدري لماذا أصر أن يرينى أسوأ ما عنده قبل تجميلها ؟!!
تبادلنا القناعات عن كل شيء واتفقنا و اختلفنا ، جلسنا كثيرا ، والتقينا كثيرا..
لكننا لم نرو الحكاية المنتظرة ربما كنا نحن الحكاية ....
لا أدرى ....
بقلم / مرفت السيد أحمد
تعليقات
إرسال تعليق