لِقُربُكِ لبستُ ثوب العِشقِ إنعام بقلم الشاعر هادى صابر عبيد
لِقُربُكِ لبستُ ثوب العِشقِ إنعام
ولِفُراقُكِ لبستُ ثوب الشوقِ سقام
.
انتظرتُكِ عُمري سنين وأيام
بِتُ أخشى لُقاكِ والعيون التحام
.
ومن الفرحِ أُبتلى بالخجل لِثام
ويُبتلى اللسان بلعثمةِ الكلام
.
سُبحان من صَبرني لِفُراقُكِ بالأوهام
يئستُ حياتي ونومي حتى الطعام
.
أيُها الزمان طَعنتني في الصميم
بِحبيبةٌ ذي قُربِ وحسبٍ كريم
.
رَحلت من الديار وهجرت المقام
حزينٌ بِتُ وكأني في جدثٍ مُقيم
.
أطوفُ حول الرُجم أرتع النجوم
أُخاطِبُها وما نَفَعَ بالغائب الكلام
.
تقطَعت بي السُبل على فُراقِها هيام
بِتُ أسكُن الخلاء بين الحِجارة مرام
.
ولطيور العابرة إلى أرض الشاَم
أرسِلُ معهُم للحبيبة من القلب سلام
.
إن لِقطر الندى فضلٌ ذو مكرمٍ
سُقيَ للقلب وكأنهُ شهد الحميم
.
العَينُ تجوبُ أطلالِها وعليها تحوم
والقلبُ يسكُن الصدر سقيمٌ مغموم
.
هُدى ضاقت الدُنيا وفُراقُكِ الغريم
حتى شقائِق النُعمان والورد عليكِ بِغام
.
الليلُ لِفُراقُكِ أظلم واشتد بهِ الظَلام
والنجوم أعتمت ورحلت مَعكِ الغيوم
.
الراحتين على الوجه لألام الفُراق تُخيِمُ
والنفسُ صائِمةٌ والعين لا تشتهي النوم
.
مفرشي الحِجارة وغطائي النجوم
مُعَاشِر الليل والعِشقُ جذام
.
إلى من أشكو ظُلمٌ ليس فيه إجرام
العِشق الظالِمُ والحَكمُ الأوهام
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
تعليقات
إرسال تعليق