رثاء وطن بقلم الشاعر علي بدر سليمان

رثاء وطن بقلمي علي بدر سليمان أيتها الحرية احملي كفني وطوفي به خارج الوطن فما عاد للوطن عنوان. أصوات البنادق تعلو فوق رحم الأمنيات ويموت الفرح على قارعة الطريق. وتموت نفوس قد عبرت التاريخ وحلقت بين فضاءات الحب والحرية. والإنسانية قد ضاعت في متاهات الجهل. الإنسانية التي أصبحنا باسمها نتاجر بالإنسان ونبيعه بأبخس الأثمان. والفقير ينبش القمامة يحاول أن يجد فيها طريق الكرامة الذي أضاعه أصحاب السطوة والنفوذ وغرور ذلك الإنسان قد تحول إلى انفصام وبطش وجبروت وظلم. وحجارة الذكريات تبكي على الأطلال وترثي اللحظات الجميلة. وأرصفة فارغة تنتظر أن تزول الغمة وتشرق شمس الحرية. أيها القادمون من خارج التاريخ عودوا إلى مساحاتكم الفارغة فما عاد الحبر يكتب عنكم فقد خضبته دماء ضحاياكم وصبغته باللون الأحمر وقد أنبتت الأرض سنابل حمراء شاهدة على تاريخكم المليء بالدماء. أذكر يوم كنت أناجي الرياح كي تحملني عبر فضاءات الأثير لكنها قد حملت لي رائحة الموت وجعلتني أهرب منها إلى كل مكان. رويدك أيها العابر في أفكارك الظلامية لا تحرق الوقت وتأمل في تفاصيل تلك الأشجار الباسقة وتلك النجوم التي لا تقع في مضمار حيا...