انتهت المرافعة سيدي القاضي الجزء الأول بقلم: أحلام رحالي

انتهت المرافعة سيدي القاضي الجزء الأول بقلم: أحلام رحالي أريج عطرها قد ملأ المكان، سبقها في العبور والمضي قدما لأميال، ها هو حذاؤها ذو الكعب العالي يسمع صدى صوته العذب فتصدح به الأرجاء، محاميةٌ فتيَّة، شابَّةٌ شامخة، رائدةٌ في ميدانها، مُهْرةٌ ثابتة الخطا، خَطِيْبَةٌ فصيحةٌ، قويَّةٌ الحُجَّةِ، عذبة المنطق، متزنة اللُّبّ عظيمةُ الفؤاد، تسير بخطواتٍ قاطعةٍ؛ هي أشبه ما تكون بضربات مطرقة تنهال على رأس مسمار، مرفوعةُ الهامِ ذات جلال ووقار عظيمين، تخترق القلوب، تفتك بالصدور وتأسر العيون؛ تنفذ إلى الأعماق فتجلو الخبايا كما يفتت الحديد جلامد الصخور، ممشوقة القوام، مرفوعة الرأس، عزيزة النفس، مرموقة المقام، محفوظة القدر، تسطِّر لذاتها أمجادا لا تجارى كما يصول الجندي في ساحات الوغى ويجول بلا وجل وبلا كلل. عيونها تثقب الجدران قبل النفوس من شدة رمقتها؛ ترتعد من نظراتها الخصوم، مفرداتها منمقةٌ متراصَّةٌ في أبلغ بيان، تختال في حُلَّتها السوداء وتشرق كما الشمس في روبها الرسمي فتسرق القلوب وتأسر العيون، تعزف بلغتها البليغة وأسلوبها الفصيح سيمفونية المرافعة فتقنع عصَّى الألباب وتفتح مغلق الأفهام، غزالةُ...