ذاكرة الخلايا والمخ وكيف ينطق الله أعضاء جسم الإنسان ؟ بقلم : جمال القاضي

ذاكرة الخلايا والمخ وكيف ينطق الله أعضاء جسم الإنسان ؟

بقلم : جمال القاضي

يقف الإنسان متعجبا حين يرى جمادا ينطق أمامه عبر خلايا التخزين أو تلك التي تلتقط معلومات تبثها محطات الاذاعة والتليفزيون ويكون أكثر عجبا حين يسمع ويقرأ آيات القرآن الكريم كتاب الله الذي أنزله على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ويسمع منها بأن الله سوف ينطق تلك الأعضاء يوم القيامة لتحكي مافعلته من ذنوب ينكرها الإنسان .

ولنا أن نتساءل كيف ينطق الله هذه الأعضاء ؟ وهل هناك عناصر معينة موجودة بالجسم البشري لها القدرة على تخزين كل المواقف والبيانات والأحداث اليومية التي يعيشها أو يفعلها كل إنسان بصفة مستمرة ؟

وللإجابة على هذه الأسئلة علينا أولا أن نتعرف على العنصر ذات الأهمية الكبيرة والمصنوع منه الدوائر الإلكترونية بالأجهزة الكهربية والذي يتم تخزين عليه كما هائلا من المعلومات وماهو علاقته بالذاكرة الموجودة على خلايا الجسد .

إنه عنصر السيليكون ويرمز له بالرمز Si وعدده الذري 14وهو من أشباه الفزات والذي يوصل الكهرباء عند درجة حرارة معينة وهو ثامن العناصر المشعة ولايوجد بصورة منفردة في الطبيعة لكنه يتواجد في صورة ثاني أكسيد السيليكون ويشكل نسبة 90% من عناصر القشرة الأرضية ويستخدم في الكثير من الصناعات منها في الدوائر المتكاملة التي هي أساس الحواسيب والهواتف المحمولة وجميع الأجهزة الإلكترونية، لذا فإن كمية كبيرة من التكنولوجيا تعتمد عليه.
وهو من العناصر المهمة والتي يتم عليها تخزين المعلومات في تلك الحواسب والأجهزة الإلكترونية .

كما أن لهذا العنصر دورا كبيرا في تصنيع الكولاجين وهو عامل مهم للفاعلية المطلقة للإنزيمات وكذلك تطوير العظام من أجل المحافظة عليها قوية وكذلك له أهمية لصحة القلب والمحافظة على مرونة الأوعية الدموية ويحافظ ايضا على تماسك الأنسجة الضامة والجهاز الهيكلي والشعر وغيرها من الكثير من الفوائد الصحية .
ويقدر المحتوى الإجمالي منه في جسم الأنسان بحوالي 6- 7 جرام .

لكن الأمر المهم من فوائد هذا العنصر للجسم تتضح في دراسة جديدة نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أن الاستهلاك العالى من عنصر السيليكون، الذى لا يعتبر من العناصر الأساسية لجسم الإنسان، قد يقلل خطر الإصابة بالخرف وفقدان الذاكرة المبكر، أو ما يعرف بمرض الزهايمر، مما يضيف المزيد من الإثباتات على فوائده الصحية للبشر.

والسؤال المهم ايضا هو كيفية الألية التي تعمل بها خلايا المخ وخلايا الجسد في تخزين ونسخ المعلومات عليها لتبقى هكذا مطبوعة عليها بدوام الحياة وماعلاقتها بهذا العنصر ؟

وللإجابة على ذلك السؤال علينا أن نعلم أن كل مايحيط بالأنسان هو مجرد معلومات يتم إلتقاطها يوميا عبر الأصوات أو النظرات أو الإحساس فيستجيب لها المخ ويصنع منها نسختين الأولى تحتفظ بها خلايا هذا المخ ليتذكرها في أي وقت بإرادته عبر العقل الواعي أو بدون إرادته عبر العقل الباطن فهو قادر على التحكم فيها والنسخة الثانية يتم نسخها على جزيئات ( عنصر السيليكون ) الموجودة والمنتشرة في خلايا الجسد وهذه البيانات مطبوعة على تلك الخلايا ولايمكنه قراءتها في حياته ويظل سرها منسوخا عليها لايمكن لأي مخلوق أن يعطي العضو وخلاياه التركيبية أمرا بالنطق لتبوح بأسرارها لكن من خلقه وحده هو القادر على أن ينطقه وهو الله سبحانه وتعالى ويتضح ذلك بقوله عز وجل ( حتى إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قالوا أَنطَقَنَا الله الذي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ . . . )
صدق الله العظيم .

مما سبق يتضح لنا أن عنصر السيليكون له نفس الدور الذي يقوم به في تخزين المعلومات على خلايا الجسم كما له القدرة على تخزينها على الحواسب أو على الأقراص المدمجة للكمبيوتر فسبحان من خلق كل شيء وامرنا لنتتدبر في خلقه بعقل واعي يسجد معه القلب لله الواحد القهار .


بقلم : جمال القاضي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد