أين انت من رسولنا ؟ بقلم الكاتبة نجلاء فتحي

أين انت من رسولنا ؟
Où es-tu du Messager d'Allah?
----------------------------------------
للكاتبة : نجلاء فتحي
قال الله تعالى في كتابه العزيز : " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" فرسولنا العظيم كان أشرف الناس خلقًا و أعظمهم آدابًا ، لقب من صغره بالصادق الأمين ،فما بعث سيدنا إلا ليتمم مكارم الأخلاق .
و لقبوه في قريش منذ صغره بذلك على الرغم من انه لم يسجد يومًا لصنمً في حياته و لم يؤمن بذلك مرة، و قد قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها : كان خلقه القرآن .
و عن سماحة رسولنا الكريم ، فقد كان بشوش الوجه يستقبل الناس بوجه طلق، وصدر رحب، حتى ليخيل إلى كل صحابيٍّ أنه أقرب الناس إليه، وأنه أحب الناس إليه، فقد وسع ببشْره الناس جميعًا.                                        و قد كان أثقل الناس همًا و أكثرهم تفائلا فقد قال : "بشروا و لا تنفروا و يسروا و لا تعسروا "
و من الجدير بالذكر أن حبيبنا رسول الله أمي ، لكنه دافع بشدة عن حقوق المرأة فقد قال :"قد أذن أن تخرجن في حاجتكن"و قال أيضًا "لا تمنعوا نسائكم المساجد، وبيوتهن خير لهن"  و قد وصى صلي الله عليه وسلم على المرأة فقال«استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأةخلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً» و من تواضع  رسولنا أنه كان يشارك  نسائه في عمل المنزل ، و يمدح في خديجة و ينادي عائشة بعائش رضوان الله عليهن , و شدد في خطبة الوداع على عدم الإساءة للنساء فقال: "رفقًا بالقوارير " و " إن النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم و ما أهانهن إلا لئيم " إضافة لقوله : " لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات "
و مع انشغال حبيبنا بالجهاد و الدفاع عن الدين إلى أنه كان يمازح و يلاطف الأطفال و يدخل السرور عليهم ، بسأل الطفل عن طائره ، يصلي بالحسن و الحسين أحفاده و قبلها كان يلهو مع صغيره إبراهيم ، و عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أُتِيَ بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟، فقال الغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا، قال: فتلَّه (وضعه في يده) رسول الله
و قد تعامل رسولنا الكريم مع أهل الكتاب بطريقة حسنة ، لم يظلمهم و لم يسئ إليهم ، و يؤكد لنا ذلك قوله : " ألَا مَن ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلَّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة" و عندما نزل حبيبنا إلى المدينة المنورة نظم علاقات المسلمين بغيرهم من أهل الكتاب ، و لم يتكبر عليهم و كان يشتري منهم و لا يرفض ذلك  ، وعندما قدمت له المرأة اليهودية الشاة المسمومة لم يأمر بقتلها و عفا عنها ، و قد حذر صلي الله عليه و سلم من قتل أهل الكتاب فقال : "مَن قتل مُعَاهدًا لم يَرَحْ رائحة الجنة، وإنَّ ريحها يوجدُ من مسيرةِ أربعين عامًا"   و وصى الصحابة بقبط مصر فقال : " للهَ الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعوانًا في سبيل الله "
و نجد خلق حبيبنا محمد ليس فقط مع الأسخاص بل تعدى ذلك من الحيوانات و النباتات ، فهذا حبيبنا صلي الله عليه و سلم يمسح على رأس الجمل و يأخذ بناصيته . و كان نبينا  يصعد علي جذع مقطوع من نخلة ليخطب خطبة الجمعة علي هذا الجذع المقطوع ، وفي يوم أقبلت أمرأة من الأنصار علي رسول الله وقالت له يارسول الله الا نصنع لك منبر لتخطب عليه ، فوافق النبي فأمرة هذه المرأة أبنها وكان نجار أن يصنع منبر من الخشب لرسول الله ، فبعد أن تم صنع هذا المنبر الكريم ، وضعوة في المسجد وقد وضعوا جذع النخلة جانباً ، وعندما جاء يوم الجمعة وصعد الرسول علي المنبر الجديد ليخطب خطبة الجمعة وبدأ الخطبة ، حينها سُمع للجذع حنين وبكاء كبكاء الصبي ، فنزل النبي الكريم من علي المنبر وقطع خطبة الجمعة وأتي الجذع والتزمة فسكن الجذع  ، و قد قال حينها: "لو لم ألتزم الجذع لظل يحن ويبكي الي قيام الساعة  "
فيا من تسب حبيبننا و تتمادى أين انت من سماحته ؟؟؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد