كان لي في الأرض قمرٌ هاجر بقلم الشاعر، هادي صابر عبيد

كان لي في الأرض قمرٌ هاجر
ولم يبق لي إلا في السماء قمر
.
واليوم قد فارقني قمر السماء
بت وحيداً في الأرضِ مُنكسر
.
قمر السماء لِما فارقتني وهل
مللت مني ومن حديثي والسمر
.
أين النجوم قد غبرت واعتمت
السماء وغابت من فوقي الطير
.
والرياحُ أعاصير غاضبةً تحمِلُ
رذاذ الأرض أثقالها غُبار
.
والغيوم جُنت تُسابِق بعضها
تُلقي على الأرض شلال مطر
.
الياسمين والورد ذبُلَ وانحنى
وعرت الأوراقُ عن الشجر
.
بِتُ كأني في غسقٍ دامسٍ
ومُسكرٍ ولم أشرب الخمر
.
أُصيب الجسدُ في سُقمٍ وحُمى
وكأني أجلِسُ على موقدِ جمر
.
صوت عواء الذئاب من الجبال
وكأنهُ حدث في الكون أمر
.
الخدودُ سابِحات كواديي
والعيونُ من فوقهُم بالدمعِ غمر
.
القلبُ يخفِقُ في صدري يُلاطِمُ
وكأنهُ نَمِرٌ في قفصٍ يفِكُ الأسر
.
وقد علمتُ بأن هُدى في الشام
تتألم مريبضة ساقُها قد كُسِر
.
والنجوم والشمس والطير والقمر
فُوقُها يُسبِحون لله يطلبون لها الجبر
.
والغيومُ بكت وجُنت الرياحُ حُزنا
وخلعت الأوراقُ من على الشجر
.
هدى ويا ليتني على زيارتُكِ بِقادر
وعلى مصابُكِ قلبي من الألم يعتصر
.
هُدى سلاما لروحُكِ من كُلِ شر
والله يُقدرُني على مصابُكِ الصبر
.
هادي صابر عبيد
سورية السويداء

.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد