أبي بكر والإمام على باب الرسول بقلم / محمـــد الدكـــروري

أبي بكر والإمام على باب الرسول
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين أنشأ الكون من عدم وعلى العرش إستوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبيانا لطريق النجاة والهدى، أحمده سبحانه جل شأنه وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج وإقتفى، ثم أما بعد قال الشاعر "توكلت في رزقي على الله خالقي، وأيقنت أن الله لا شك رازقي، وما يكون من رزقي فليس يفوتني ولو كان في قاع البحار العوامقي، سيأتي به الله العظيم بفضله، ولو لم يكن مني اللسان بناطقي ففي أي شيء تذهب النفس حسرة وقد قسم الرحمن رزق الخلائقي، فيا أيها المؤمنون إن لله سبحانه وتعالى صفات تدل على ذاته عز وجل، وصف بها نفسه في كتابه. 

ووصفه بها رسول صلى الله عليه وسلم، وعقيدة أهل السنة والجماعة في صفات الرب تعالى أنهم يثبتونها، ويثبتون معانيها التي تدل عليها على حقيقتها ووضعها اللغوي، ويفوضون العلم بالكيفيات والماهيات، مع إعتقاد أنها لا يفهم منها تشبيه الرب أو شيء من صفاته بالمخلوقين إذ إنه سبحانه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته، وإعلموا أن الإبتلاء في حقيقته هو أداة للتطهير والتهذيب من الذنوب والمعاصي، وإن الشعور بلذة العبادة، والمبادرة إليها من أعظم العبادات والطاعات فمن أحب الله أسرع في أداء ما يحقق رضاه، ومن أحب الله أنس في عبادته، وقيل ذهب ابو بكرالصديق وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما ذات يوم لزيارة الرسول صلي الله عليه وسلم في بيته، وعندما وصلا الى الباب، قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه تقدم يا علي، فقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه.

وكيف أتقدم عليك يا أبا بكر وقد قال فيك الرسول صلى الله عليه وسلم "ما طلعت الشمس ولا غربت على رجل افضل من ابي بكر" فقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه، وكيف أتقدم عليك يا علي وقد قال فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم "زوجت خير النساء لخير الرجال، زوجت فاطمة لعلي" فقال علي رضي الله عنه، وكيف اتقدم عليك يا أبا بكر وقد قال فيك الرسول صلى الله عليه وسلم "لو وزن ايمان الامة بإيمان أبو بكر لرجح إيمان ابو بكر" فقال ابو بكر رضي الله عنه وكيف اتقدم عليك يا علي وقد قال فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم "يحشر علي بن ابي طالب مع فاطمة والحسن والحسين راكبين يوم القيامة، فيشير الناس الى علي في الموقف ويقولون من هذا النبي فيقال لهم ما هو بنبي وإنما هو علي بن أبي طالب، فقال علي رضي الله عنه و كيف أتقدم عليك يا أبا بكر، 

وقد قال فيك الرسول صلي الله عليه وسلم "لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا" فقال أبو بكر رضي الله عنه وكيف اتقدم عليك يا علي وقد قال فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني مع علي يوم القيامة فيقول الله لي يا حبيبي لقد إخترت لك إبراهيم خير والد وإخترت لك عليا خير أخ وصديق" فقال علي رضي الله عنه وكيف أتقدم عليك يا أبا بكر وقد قال فيك مولانا عز و جل " والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون" فقال أبو بكر رضي الله عنه، وكيف أتقدم عليك يا علي وقد قال فيك مولانا عز وجل " ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد" وبينما هما يتجاذبان أطراف الحديث، إذا بالأمين جبريل عليه السلام يهبط على رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ ويقول له يا رسول الله إن أبا بكر وعليا واقفان ببابك فقم اليهم" 

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهما وجعل أبا بكر رضي الله عنه عن يمينه وعليا رضي الله عنه من الجهة الأخرى ودخل بهما الى بيته وقال لهما "هكذا نحشر يوم القيامة" فاللهم إنا نسألك لأمتنا وحدة من بعد فرقة، وعزة من بعد ذلة، وقوة من بعد ضعف يا أرحم الراحمين، اللهم تول أمرنا وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، وبلغنا اللهم فيما يرضيك آمالنا يا رب العالمين.


تعليقات

المشاركات الشائعة