ما اروع النبض حين يرسم بريشة مبدعه الشاعرة سحر زاد وتحكي نص بعنوان خبئني
خبئني
بعثر تواريخي
هذه لغة عيوني
وكلام صمتي
انسج من خلاياها
ألف همسة
في قلب الفجر
لنحبو
فوق قبسات النور
وأزنرك
برائحة النار
لنرسم
الخطوط الأولى للزمن
نروي
للصباح ألف حكاية
تتعلق بأذيال الإنتظار
لنغفو كعرائس ثلج
سها عنها الشتاء
لنمضي
بذاكرة الخيال
ونبعث الدفء
ونشعل النار
في غرور الآلام
ليجن الحريق
وتغص الآهات
في غسقي وحنيني ... !!
/سحر زاد / تم التوثيق
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
🌹تحليل ونقد أستاذي
Mezreeb Mostafa
…… ...
وصلني في هذا الصباح الربيعي الجميل وهو عند أطراف الصيف القاسي اللمسات بسبب حرارة نهاراته. .نص شعري جميل من فئة قصيدة النثر. ..النثر الدافئ والآسر للذوق والأنفاس. ...للأديبة الشاعرة سحر زاد ..حيث يتألف من جمل حارة تتوالد منها الحداثة الفاعلة والرصينة. ..جمل تتوالى كلمعات نجوم ليل. ..تحدث في الكنه الإنساني تنبيها"..جاذبا"..لغايتها. ..وبجمال ترتاح له النفس؛
/خبئني /.....كلمة ساحرة هي عنوان القصيد. ..وإنه يشدنا إليه. .كأنه صرخة أنثى. .تخشى من الآتي. ..من المجهول. ..عنوان فيه. ..لوحده قصيده. ..أجل تناديه. ..لعله يأتي لبفعل أمرا" مذهلا"...وهي تتمنى ذلك/...بعثر تاريخي /...إنه خبب جميل جاء بلغة أمر حالمة. ..
وتؤكد أن مرادها هذا. .تؤكده عيونها العاشقة بصفاء وطهر :
/هذه. ... لغة عيوني /
ثم يبدأ تضاد العزف اللطيف عبر كلمتين. .إنه جمال الغناء المفاجئ :
/ وكلام صمتي /...ولا أقوى من لغة الصمت. ..تصنع المواقف وتكوينات دنيا...ولا ضجيج ولا صخب. ..
كم هو جميل هذا التقطيع الراقي في نسيج نصها الأدبي لسحر بقولها؛ /انسج من خلاياها. ./تقصد لغتها الخاصة بالأنثى. ..الخاصة بها؛
/ ألف همسة /..فاعلاتن جاءت على تفعيلة بحر الرمل. ..كم جميل قولها :
/ألف همسة /...
وكم حيرت مرادي وفكري. .وأحاسيسي. ...أين يبث الهمس؟ أنا أجيب. ...في الأذن. ...أما عند سحر يتم هذا البث في القلب. ..أي قلب؟ !
/في قلب الفجر /...لقد جعلت للفجر قلبا"...يسمع. ...ماهذا الجمال والأناقة. ..إنها حداثة لغة وحداثة تعبير ساحر. .وملفت. ..
***
ماأجملها..وهي كالطفلة الصغيرة تحبو لا على الثرى. ..ولا على الجمر
بل. ../فوق قبسات النور. ../
وتليق بها قبسات السنا والنور ليكون حبوها آمنا"...وممتعا"...
لننظر إلى لغتها. ..إنها جميلة. .خارجة عن المألوف لايستطيع أي أحد قوله أو ترديده؛
/..وأزنرك. ./...برائحة النار /
للنار عندها رائحة. .تصنع منها زنارا"تخصر بها الحبيب وعبر ذلك تتم معجزة الرسم لزمنها. .وممكن لزمننا جميعاً. ..وممكن للزمن كله. .
/ لنرسم.../.../..الخطوط الأولى للزمن /...يقيناً. ..ذهبية هذه الكلمات الدافئات الزكيات. ..
/الخطوط الأولى للزمن /...أعجبني هذا التركيب الشعري اللطيف
وهدفها واضح لتبقى مع إبداع اللغة الطيعة لها. ..وليراعها الجميل؛
/نروي. ./ليتها كررتها ثانية لتكاملت المعزوفة العابرة على تفعيلة الخبب (المتدارك )....فعل. ..فعل
نروي. ...نروي. ..فتسمو وتتعالى الإيقاعية أكثر. ..لتتهادى عند قولها بلطف جميل؛
/للصباح. ..ألف حكاية /
ماأجمل حكاياك ياسحر. .لأنك هنا في مقام شهرزاد. ..عند أبواب شهريار
لتقصي عليه. .وعلينا. ./ألف حكاية /.
لكن الحلم الجميل هذا عندك بعد لم يتحقق..لأنه يعد على وليمة الإنتظار العذب والزكي. .
/...تتعلق. ...بأذيال الإنتظار /..
ليتك قلت :
/ لنغفو. ..كعروسي ثلج /...لكنك قلت :/لنغفو كعرائس ثلج /..ويصطلح الأمر لو قلت؛ لنغفو مثل عرائس الثلج والأمر يعود لآلة العزف عندك
***
وتستمر سحر زاد بسحرنا بكلماتها الغارقة في الحداثة اللغوية الحلوة والعذبة :
/سها عنها الشتاء /
/لنمضي /...بذاكرة الخيال /
/ونبعث الدفء /...
الله الله عليك يا سحر
/ونشعر النار /...في غرور الأيام /
ليجن الحريق /
/وتغص الآهات./ ...أين تغص هذه الآهات :/...في غسقي. .وحنيني /
الله الله على غسقك. .وعلى حنينك. .
إنها غير متداولة. .غير مطروقة. .غربت تماماً عن لغة الحياة اليومية. .واللغة الفصحى التقليدية. ..
نص أدبي شعري من فئة النثر الجميل أعجبني. ..وأتمنى من سحرزاد المزيد. ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مصطفى مزريب.أبوبسام
تعليقات
إرسال تعليق