تعرف مع خبيرة التغذية ناريمان نعسان آغا علي توابع الثأر وما تتورثه الآجيال
الثأر الإرث المر ..
الانتقام الاعمى لا يفضى الى عدالة حقيقية ، انه ببساطة تحقيق لمنطق الثأر الذي يستسقي الدم بالدم ..
عشاق الثأر.. الأخذ بالثأر سلوك جاهلي يرفضه الاسلام ، الثأر جرم جسيم ومحرم عظيم ، ولما فيه من توزيع الفوضى والجور والاعتداء على الأنفس المعصومة بغير حق شرعي ، وأخذها بجريرة غيرها ، وقد نهى الله عن ذلك ، ان المقصود الأخذ بالثأر هو ان تقوم عائلة المقتول بأخذها بثأر فقيدها من أحد أقارب المتهم بالقتل جرم جسيم ومحرم عظيم وذلك لقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى ......
فلا يحق لكم القصاص بأنفسكم من الجاني لما قد يترتب على ذلك من الفوضى والثأر الذي يسبب عدم الأمن للجميع .....
الثأر عادات بادت ثم عادت ..
الثأر نشأ في مجتمعات بشرية كانت تفتقر للدولة ، وكان حضوره الأبرز في المجتمعات الريفية المحكومة بنمط إنتاج مغلق ، إلا انه انتقل الى الحواضر الأكثر انفتاحآ والأكثر عددآ ، عبر الهجرات المتواصلة من الريف الى المدينة ، وهكذا انتقل هذا الإرث المر ليشمل مناطق جديدة .....
منطق الثأر الذي لايرى سوى الدم ردآ على الدم ، وليس لمنطق العدالة ...
الثأر ميراث الجاهلية ..
الثأر هو نار الغضب التي لا يطفئها إلا الدم وهو من اهم عوامل تجدد الحروب في عصور ما قبل الاسلام ، ولعل موت رجل واحد كان كافيآ لإشعال نار .....
الثأر حرام وجريمة وفساد في الارض ، الثأر محرم لانه يفتح باب الفتنة ، وإذا كان الثأر على شخص من قبيلة القاتل وليس هو بقاتل فهو حينئذ قتل عمدٍ وعدوان ، فهو محرم ........
الثأر هو ان يقوم أولياء الدم ( أقارب القتيل ) بقتل القاتل نفسه او قتل أحد أقاربه انتقامآ لأنفسهم دون ان يتركوا للدولة حق إقامة القصاص الشرعي ......
الثأر فوضى الجاهلية ..
الأخذ بالثأر من أقارب القاتل حرام شرعآ لما فيه من انتشار الفوضى والجور والاعتداء على الأنفس المعصومة بغير حق شرعي ، وتعتبر ظاهرة الثأر في المجتمع القبلي من أخطر الظواهر الاجتماعية ، وهي عادة قديمة قدم الوجود البشري على سطح البسيطة ، وهذه الظاهرة من بقايا العادات الجاهلية التي كانت منتشرة في الناس قبل ان تشرق شمس الاسلام ، وقد حرم الاسلام الأخذ بالثأر بالطريقة الجاهلية وشرع القصاص فقال تعالى : ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب .......
ولو أعدنا النظر في هذه الظاهرة مرة تلو اخرى لتبين لنا جليآ ان هناك فروق عظيمة بين القصاص عن طريق الحكم الشرعي وبين الثأر بالعصبية الجاهلية ، ان طلب القصاص قد يكون فيه فرصة لصفاء النفوس وفتح الحبال للصلح ...
يوضح الدكتور علي جمعة مفتي مصر ان القصاص العادل هو حكم الله عز وجل ، فقد شرع القصاص ردعآ للمجرم الذي يهدد حياة الآمنين ويعتدي على حقوقهم وحرماتهم وينشر في الارض الفوضى والفساد مما يترتب عليه بالضرورة انهيار الأخلاق وزلزلة كيان الأفراد والاسر والمجتمعات وزعزعة الثقة في قدرة التشريع الإلهي على توفير الأمن والسلام للناس على هذه الارض التي أمروا بتعميرها وإقامة حدود الله فيها ، فالله سبحانه وتعالى يقول : ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ، ويوضح مفتي مصر ان في القصاص حياة بمعناها الأشمل الأعم ، فالاعتداء على حياة فرد اعتداء على الحياة كلها ..........
لماذا نلجأ للثأر مادامت المحاكم العادلة تقتص من القتلة وتجعلهم عبرة لمن يعتبره ؟ !
ان الأخذ بالثأر عصبية جاهلية ، والقصاص حكم شرعي شرعه الله بعد محاكمة شرعية عادلة تقيمها الدولة ، الاسلام شرع الله فيه القصاص من القاتل ، والمعنى ان من قتل غيره بغير حق فلورثته القصاص من القاتل بشروطه المعتبرة شرعآ ، أما من يتعدى هذا على هذا او هذا على هذا بغير الطرق الشرعية فذلك لا يجوز لانه يقضي الى الفساد والفتن وسفك الدماء بغير حق ....
ان البحث عن حل لمشكلة الثأر يجب ان يبدأ بالبحث عن اسبابها وعلاج ذلك بالوسائل الشرعية فهي وحدها الكفيلة بحل مشاكل الناس ، فهي التي تعلمهم ان دم المسلم وعرضه وماله عظيم عند الله ولا يجوز انتهاك حرمته إلا بحق شرعي ....
ان الاسلام وهو الدين الوسط جمع مبدأ العدل ومبدأ الرحمة فجعل الدية بديلآ للقصاص فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة ، ورغب الاسلام في العفو عن القاتل في آيات كثيرة ووعد العافين أجرآ عظيمآ قال تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فأجره على الله .. ناريمان نعسان آغا
تعليقات
إرسال تعليق