رؤي فلسفية في القضايا المعاصرة لأيمن غنيم اللقاء الخامس والعشرون(أسباب تذيلنا قائمة التقدم فى العالم نحن العرب )

رؤي فلسفية في القضايا المعاصرة 
لأيمن غنيم 
اللقاء الخامس والعشرون(أسباب تذيلنا قائمة التقدم فى العالم نحن العرب ) 

آنه لأمر محزن أن نكون فى تلك المؤخرة فى  عداد التقدم والإرتقاء ونكون مستهلكين لذاك التقدم والمحافل التكنولوجية لا منتجين لها  . ونصبح بسوق يتشرب تلك العصارات التى يتمخضها هؤلاء أو مصفقين بلهاء لما يحققونه أو ينتجونه فى صومعة الإنتاج غير مكترثين بأننا تروس خاملة فى عجلة التقدم والإنتاج . 
وفقط نحن من يسحب تلك العربه معصبين كبهائم تساق إلى طرق إرتسموها لنا أن نسلكها أو نمشيها دون وعى بنهايتها وغير مدركين لوعورتها  . 
ولكن مستسلمين لواقع هو أشد ضراوة من الإنتكاسة والهزيمة النكراء فى حرب ثقافية فكرية أفنت عقولنا وفرضت علينا سبات عميق وأودعت فينا الكسل والدعة. وإمهاق حتى ما ننشده أو نعتنقه من مثل .
 وراحت تلك المعانى النبيلة تتسلق فروع التدين وفقط وأنغمسنا فى إيقاع زهيد غير مجدى وعكفنا فى بيوتنا مهللين بما هو أبعد عن قيمة الحياة وألفة معاييرها الإنهزامية والإستسلامية لما هو قائم دون جهد فعول بما يجب ان يكون . 

وتعالو بنا نستعدى كيف كنا وكيف أصبحنا . 
كنا أمة عزيزة أعزها الله بدينها وأعزها لكونها أمة كدودة دؤوبة فى نصرة الله فنصرهم الله .  
فقد قال عز وجل فى كتابه العزيز . 'إن تنصر الله ينصركم ويثبت أقدامكم '  ويقول تعالى " ولينصرن الله من ينصره " ونصرة الله هنا هى إتباع تشريعه   وعدم إنتهاك حرماته والبعد عن نواهيه .  وهى ايضا ليست قاصرة على إتباع المناسك  الصماء أو الإستغفار  الأجوف أو التعبد المترائى المشبوب بالرياء أو إعلاء المفاهيم الدنيوية والإمتعاض للذات البشرية. 
وإنما نصرة الله هى تلك الخطط المتينة وتلك الأسس القويمة وتلك الأصول الراقية فى دعم الحياة برمتها  . 
والاتقان فى العمل وإتباع نظريات العلم وتفعيلها والإلمام بالقوى الداعمة للخير أينما كان. وحيثما كان.
 فى إصرار منا على أن نكون . روادا لا  تابعين  قادة لا مأجورين علماء لا غوغائيين .
 أن نكون كما علمنا ربنا وأهدانا المثل الأعلى للأمة جمعاء وهو محمد رسول الله .  فكان جنديا مغوارا وكان قائدا محنكا وكان صلى الله عليه وسلم القدوة فى العمل المتقن وكان قرآنا يمشى على الأرض . ولو كانت النسك والصلوات والاستغفار وفقط هى أدوات النجاحات أو هى عوامل النصر . ولو كان الدين هو المعول الحقيقى دون الخطط المحكمة ودون رجاحة العقل ودون الإعتماد على الإمكانيات المتاحة وتسخيرها لخدمتهم. 
لما كان نصر الله لهم ولما إنتشر الإسلام وعم أرجاء الأرض كلها وإرتفعت رايات الإسلام خفاقة على أرض حرروها بدمائهم. 
و كل محفل غزوه بأفكارهم الرشيدة لا السطحية. كما نحن عليه الآن . ولولا الانطلاقة التى فعلوها فى مجالات شتى وقيمهم التى أرست نواميس حياتهم الحقة ولولا مبادئهم التى إستقوها من دينهم لما حالفهم النصر .  
لكن 
ماهو حاصل الآن هو التبعية والاذلال. والسكون الأصم والهدوء الأبكم فى حراك الحياة . وإنزوى كل منا على مسبحته ليستغفر أو قابعا فى خلوته ليصلى أو ساو على صخر يداعب الحصى . تاركا الحياة وليس زاهدا فيها وتاركا فحوى وجوهر الدين فى الإعمار فى الأرض. بكل ملكاته وبكل إنتفاضاته وغيرته على أمة كان لها السبق فى كل المجالات والعلوم .
 وإكتفى بدور العابد المستغفر ولم يدرك قيمة الإستغفار فى أن يضيع الأمانات. ويضيع من يعولهم ويضيع من يقودهم  فى عدم إستيعاب دوره الفاعل فى البناء والتعمير والأداء والتفعيل .
 ويخرج من أقوال عفوية إلى أفعال قوية مدوية فى أرجاء الدنيا بأننا مسلمون حيث كان الحق والعدل نكون . نبتغى العلا لأمتنا ونرجو الرفعة لديننا . فالدين قوى صلب عتى نفعى قيمى معرفى فلا تختزلوه بشكل شفهى . 
وقوموا وأعلوا بأمتكم كما كانت وقوموا وجاهدوا أنفسكم واقتحموا أسوار الكسل والدعة. وحطموا أواصر الخذلان بالسبق والإنتصار واللحاق بل السباق لأمم ليست بمؤمنة وليست لديها تلك المقومات التى لديكم . 

إنه من الكفر أن نطلب العلا ونتفقد الرجاء ونطلب العطاء من أمم كفرت بما نؤمن نحن  به . لأن هذا اذعانا وافتراضا وإعتقادا منا بأنهم الأصوب فى فكرهم الذى يناهض فكرنا وعقائدهم التى تنوار عقيدتنا. واعتراف ضمنى أنهم هم الاصوب . 
فمن الحماقة أن نطلب من أعدائنا معول الحياة. ومعول التنوير. ومعول البناء. وهم يقدمون ويخططون على هدم حياتنا وتدمير مفاهيمنا . 
وعلينا البحث والتقصى والإنتقالية من الجمود الفكرى إلى الإنطلاقة نحو الأصوب وخوض معارك ضارية فى إثبات الذات من عمل وعلم من أمل وطموح بأن نكون دون وصاية من أحد أو دون تبعية لأحد .من هنا يمكن أن  نكون . 

إن الدين جعل لخدمة الحياة وإعمال العقل فيها . والدين يدعم الخلق ويفرضه كقياس للتدين وقياس للإسلام فجعله قيمة وسلوك. وجعل التدين هو الانطلاقة بالدين نحو الأصوب فى خلافة الأرض وإعلاء الأمة . 
ومن اهم الإنتكاسات التى تواجه أمتنا هؤلاء الذين إنساقوا وبحماقة لتحقيق مطالب فردية دنيوية زائلة. 
لأناس  يحافظون على مقاعد السلطة فتخلوا عن نصرة الأمة فى خدمة مناصبهم وراحو يقبلون الأيادى ويطلبون المدد والعون من الغرب لدعمه ومقاومة محيطينه الذين يمكن أن يكونوا قد رشحوه لهذا المنصب .
 وإذا إنخذلت القادة إنخذلت الأمم . وإلتف الناس البلهاء حول مصالحهم الشخصيه ويظنون أنه الأمان .
 إننا فى مركب واحد وإذا خربت ضاع الجميع مهما علت أماكنه أو إرتفعت عن القاع وإنصرف الناس جميعا لتدعيم عادات بالية أو الإلتفاف حول عته وبلاهة فى فكر سواء إعلام مسطح وفكر رث ومهن هى مهن جاهلية وليست بإسلامية من تمثيل لفن لغناء لكرة وجعلوها هى أنماط التقدم وإرتسموها هى الرقى والإعلاء . 
وتركوا قيمة العلم والعلماء وأضرموا فى أفكار النشء إحساس الخضوع والإستسلام وإحساس الإنهزامية بأننا أمة هزيلة ضعيفة بلا رغيف أو سيف .
 وتتوالى خيبة الرجاء فى التفلسف حتى فى الدين والخروج عن الدين بدافع الدين . حتى نتخبط ونجول عطشا محلقين فى أجواء التقلقل والإنخراط فى التشكك حتى فى ديننا وقيمنا .  وراح الجمع يفتى ويعطى لنفسه الخلافة لله فى ديننا وهو أجهل به عنه.
 لايعرف بأن التسامح هو أصل الدين وإن الدين هو قيمة تدعم التعاون والألفة بين الناس . وإن الدين جاء لتفعيل الرؤى الإيجابية فى إستيعاب مهام البشر والحياة . وإنه أحرص على أعداء الدين من أنفسهم.
 فأمن لهم العبادة فى صوامعهم.  والتعبد فى كنائسهم ولا مساس بهم إلا فى حلبة صراع أو نزال فعلى على أرض الحرب  . وفيها تدافع أنت عن دينك لأنه يقتحم أسواره أو تتفتت قواه . وليس لنا أن نحاربهم إذا أوليناهم الأمان . 
فما بالنا من الإرهاب الذى حتى يهدد أماننا كمسلمين وموحدين بالله . 
اى دين هذا الذى فتكوا بأماله وأحلامه فى أن يظل الدين الذى يستوعب نواقصنا ويهدئ من روعنا ويقيم خطانا إلى الأفضل . 
فلنعودا لروح الدين وإمتثاله فى سلوكنا ونهجنا ونقدم على العمل والإبداع والتواصل الفكرى والإجتهاد فى أن نزرع ونغرث ونصنع ونبادر بكل ماهو نافع ومفيد للأمة بأسرها وليعلم كل منا أن كل منا له دوره وله نصيبة وله الشق الأكبر فى بناء أمته وإعلاء دينه بالرقى والإرتقاء والخير والنماء.
وإن فعله ستكتمل الصوره بنا جميعا ونحتفى بقيمنا وتعلو أمتنا ولا نتذيل قائمة الأمم فى التقدم أو الرخاء لأنه محقق وكامن فى ديننا وقيمنا لكن يحتاج منا أن نزيل غبار الفوضى وغبار الكسل والتخبط عن جوهره
 سيتبين وتبتسم لنا الدنيا ويكون نصر الله لأننا نصرناه بحق وبعزيمة المؤمنين الصادقين.

رؤية وقلم  أيمن غنيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد