رؤي فلسفية في قضايا معاصرة لأيمن غنيم اللقاءالتاسع والعشرون ( وجيعات ومنجيات)

رؤي فلسفية في قضايا معاصرة 
لأيمن غنيم 
اللقاءالتاسع والعشرون  ( وجيعات ومنجيات)

كيف يمكن لنا تخطى تلك العقبات التى تواجه حياتنا وخاصة التى تجنح إلى الجانب النفسى والإنفعالى والداخل الذى يضمره الفرد وينزوى بعيدا عن الآخرين 
إحساسا منه بالهروب أو التخفى ، معتقدا أنه لا يتفهمه أحد ويعتقد بان الانعزالية هى الطريقة المثلى فى معالجة تلك الأمور 

حتى أصبحت الأسره الواحدة منقسمه على نفسها وأصبحت البيوت هى عباره عن ژسكنات صماء.
 ينزوى كل فرد فيها عاكفا يلعن حظه حانقا مضجرا لا يملك لنفسه شئ. تملأ خيالاته أشباح أحلام. و تردي لواقع مميت 
ويجنح للعالم الإفتراض عبر كل وسائل التواصل الإجتماعي 
آملا أن يجد هويته فى علاقات وهمية لأناس لا يعرفهم علي  النت، وبلا قناع يتحدث ،وبلا زيف يفتح صدره، شاكيا متألما، لأناس حتى لا يستطيعون رؤيته أو مساعدته وإنما هؤلاء الناس هم من أفضى إليهم دون خجل أو رقابة من نفسه على نفسه، وإنما اطلق لنفسه العنان، أن يحكى ويسهب فى حديثه دون ملل أو سأم من متحدث أو سامع ،
وهناك من يطارد أحلامه العبثية ،بالمراوغة والتسلية الماجنة فى إرتداء قناع غير الذى يرتديه مع ذويه وأهله وأقربائه .

فكثيرون منا يلعب دور وهمي لا يتماشي مطلقا مع طبيعته التي يلعبها داخل جدران بيته  ،ليس فى الهيمنة وحسب لكن فى الإنفصامية والانقسامية فى شخصية سوية خيره داخل جدران بيته ،ويبيح لنفسه كل ما يحرمه على أولاده وأهل بيته خارج جدران بيته .

وهناك من يرسم أحلامه الجميله ،بريشه منكسرة وألوان  سوداء وخلفية معتمة فى ضباب مسقبل، وغيوم حاضر وضياع أليم  را ح سدي فى ماضى كئيب يلجم الذاكرة بدموع ندم وأرق، وفكر مشوش يموت ويحيا مع زيف أمل وخيبه رجاء .وتيه حاضر أصبحت مفرداته صماء .

وليل أسدل بستائره على علاقة صماء بين زوجة أطاحت طلباتها، وطموحاتها العارمة بزوج راح يشتهى الموت عجزا وإستياءا من قدرته أنف يجارى تلك السهام المزدرية  من نظرات زوجته التى تشعره باليأس والفشل وعدم قدرته على مجابة تلك الحياه بأعبائها المادية.

ومرض أصبح يفتح بفيه ليلتهم ميزانية بأكملها
وفق إدخارات عاجزه وبؤس معهود لموظف محدود 

وأب راح يصارع الحياة لتوفير معيشه هى الأبسط  لتسد رمق أولاده ويتصدى زحام ومعترك الحياه بألوانه المختلفه من العناء والتعب .متناسيا ألامه وأوجاعه والتى تنتهى فور إبتسامات الرضا من أولاده .
وهكذا تكابدنا الحياة ونكابدها 
وتوجعنا وتلاطفنا ،وتلاحقنا، وتهدد أمننا حينا، وتقلع مراسى الأمانو من داخلنا ،وتفاجئنا بأمواجها التى تهز أرجائنا وتهدد فينا الأمن الداخلى وكأننا نسبح ضد تيارها وبسفن بلا قلاع. 

كم هى مظلمة  ،كم هى معتمة، كم هى عبثيه كم هى همجيه ،كم هى متقلبة نعم هى الدنيا 

لكن إذا أردنا النور عبر ظلمتها فاملأ قلبك بالإيمان وإجعله يجوب بداخلك ،ويتمكن من جوارحك .ولتعلم أن كل عناء يعقبه فرج، وكل قسوه يعقبها لين وهواده، ورحمه ،
وكل ضيق يعقبه أمل يملأ أرجاء الدنيا من حولك .

وإذا أردنا أن تتحول الآهات والأنات والكآبة والحزن إلى فرحة غامرة.
فإلزم نفسك بالطاعة واليقين بربك والقناعة والإيمان بالقدر .حتما ستتحول أنماط العجز إلى قوة، تجابه الفساد وتتحول أحاسيس الإحباط إلى قمة التفاؤل مع كل لحظة صدق تلتقى فيها مع الله 

 وإذا أردنا أن تكون هناك  إيجابية عصماء من هزل من لغط ،من انعزالية ،من هوجائيه،    فقط  نتحلى بالصبر على وجيعتها ونتحلى بالأمل فى يأسها الحالك، ونتحلى بالرضا ونأنس بمعية الله ومراقبته فى ظلمنا لآخرين.
 أوحتى ظلم أنفسنا بخداع وزيف احاسيس راحت مطية لعجز بداخلنا وأضحت مخالب تنهش ضعفنا ،وصارت نيران تعبث بهدؤنا 
أافيقوا وأدركو أن لكل منا دور خلق من أجله وعلى قدر العناء والبلاء والمصائب والشدائد تكون منازلنا فى جنة الله التى أدخرها لمبتلى صابر ،ولصاحب نعمه شاكر ،ولزوجة مطيعة، وزوج كدود ودود، وأب حنون على أولاده، وإبن بارا بوالديه .وبنت عفت نفسها خوفا من الله وطاعة لولديها وأم ربت أولادها على طاعة الله ورضاه .

فكن جميلا ترى الجمال يجوب عالمك الخاص 
وكن صبورا تحلو لك الحياة 
وكن راضيا مبتسما تكن الفرحة والسعادة هى محيطك 
وكن مازحا فى خضم وزحام حزنك تكسر شوكه حسادك 
وكن عابر سبيل فى دنيا لايبقى فيها سوى ما أبقيته لله ولرسوله 
تلك هى المعادله
«الإيمان هو أن تطلق لنفسك العنان وأنت فى أمان وإبحث فى ذاتك عن كونك إنسان ،تجد الدنيا فى خضوع لك وفى إذعان »

رؤية وقلم أيمن غنيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد