لا للعنصرية بقلم خبيرة التغذية ناريمان نعسان آغا

العنصرية مصدر صناعي من العنصر الذي هو الأصل والنسب ، والعنصرية هي التمييز بين الناس على أساس عنصرهم او أصلهم او لونهم ، او جهتهم ومعاملتهم على ذلك الاساس ، والعنصري هو الذي يفضل عنصره على غيره من عناصر البشر ويتعصب له ، وهي من آثار الجاهلية الاولى التي قضى عليها الاسلام وحذر من التفاخر بها ، والتعامل على أساسها .........
يعد داء العنصرية من أقدم الامراض الموجودة في المجتمعات وأخطرها واليوم اصبحت العنصرية وسيلة للتفريق بين الشعوب ، وتعد الشريعة الإسلامية سباقة في ممارسة العنصرية حيث جاء الاسلام وكان أول شعار له ان الناس متساوون في أصل الخلق ، فقد ساوى بين السيد والعبد وبين الغني والفقير وبين الرجل والمرأة ، وأعلن انه لافضل لآخر على أحد إلا بما يقدم الفرد من أعمال صالحة مفيدة ، فالناس كلهم متساوون بطبيعتهم البشرية التي خلقهم الله عليها ، ولافضل لأحد على أحد فجميع البشر عباد الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياأيها الناس ألا ان ربكم واحد وان أباكم واحد ألا لافضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى ...............
لقد ظهرت العنصرية منذ خلق الله الحياة على هذه الأرض ، وتعد العنصرية أحد اسباب الفتنة وأبرز اسباب الحروب والتفرقة وهي أشد الامراض فتكآ بالمجتمعات ، ولم يخل عصر من العصور منها ، إذ تعتبر رفضآ جذريآ لمجموعة من الاشخاص ، واستثناء من ناحية اخرى .........................
العنصرية هي مذهب قائم على التفرقة بين البشر حسب أصولهم الجنسية ولونهم ، ان الاسلام أول من حارب العنصرية وعالجها وطرح خططآ للقضاء عليها ، فقد بنى الاسلام خطته في القضاء على العنصرية من خلال التغيير الفكري والنفسي في نظرة الانسان للانسان ، ان التفاضل بين الناس في الدنيا لايكون إلا لما يبذلون من جهد نفسي وخلقي وروحي وعملي يفيد الناس ، ولا دخل للجنس او اللون او العرق في إنزال الناس منازلهم ، لاشك ان الاسلام دين عالمي نزل للعالمين كافة ولم يفرق بين عربي وأعجمي إلا على أساس التقوى والقرب من الله تعالى ، لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس أجمعين ليبين لهم هدفآ من أهداف بعثته فقال إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ، وقد جاء عليه السلام ليريح المظلومين من شبح العنصرية المبنية على اختلاف الأديان والأوطان والألوان والألسنة فيعلن النبي - وهو عربي للبشرية جمعاء إن ربكم واحد وإن أباكم واحد فلا فضل لعربي على أعجمي ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى ، فالاسلام منهج إنساني لامكان فيه لتعصب وعصبية ، فالانسانية فوق كل الاعتبارات الطائفية والمذهبية والقبلية والقومية قال سيد الخلق أيها الناس ان الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء كلكم لآدم وآدم من تراب وفي موضع آخر يقول : ليس منا من دعا الى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية .............
لا للمذهبية ، لا للطائفية ، لا للعنصرية ، لا للتمييز ، لا للكراهية ، لا للفتنة ..
ان العرب نسوا أننا عشنا سويآ قرونآ بدون جوازات ، من دون تشنجات او انقسامات ، والانقسامات بين جماعة من الطوائف ضد الاخرى ، ويبقى الدين والوطن هما درعنا الحصين أمام كل من تسول له نفسه محاولة زعزعة قوتنا وأمتنا وأماننا .......
إياك والعنصرية فهي ألم في نفوس الناس ، لا الدين ولا الانسانية يتقبلان العنصرية ، العنصرية داء القلوب المريضة ، انها شوكة في عنق الانسانية ، العنصرية آفة جاهلية حاربها الاسلام ، فهي في قاموسه لا أثر لها ، الاسلام عالج هذه المشكلة من جذورها ، فهو من أزال أواصر العنصرية ، فالله عز وجل لايميز بين الناس بأجناسهم ولا ألوانهم بل بتقوى الله .........................
معآ ضد العنصرية ..
العنصرية تولد الحقد والكراهية ..
ان الوطنية للجميع والاسلام هو المحرك الاساسي لنا ، فمن خلال هذين المكونين يجب ان نقضي على الطائفية وان يكون اسلامنا بلا مذاهب والفكر هو سيد الموقف الذي من خلاله نحارب الإشاعات والتطرف والتشدد الديني والطائفية .................
ان الثقافة هي الركيزة الاساسية في التخلي عن ثوب الطائفية والعنصرية ، يشير الى ان الطائفية لم تنتشر إلا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي من خلال أطراف مجهولة ويصور لنا ان اي طائفية مخالفة هي العدو ، وهذا غير صحيح ، ويجب على الشباب ان يتصدوا لمثل هذه الامور وان يتعاملوا مع الشخص كفرد وعقل بعيدآ عن لونه ودينه وطائفيته وجنسه .......
يد بيد لبناء وطن جديد ..
لا للطائفية والوطن للجميع ..
ناريمان نعسان آغا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد