ماجد محمد طلال السوداني يا شهرزادَ العصر))

ماجد محمد طلال السوداني
العراق- بغداد
((يا شهرزادَ العصر))
كأن الشمسُ شهرزادَ
ترتدي أجملُ كلمات الغزل بالنظراتِ
مطرزة بهمساتِ الحب
كأن الله خلقها كما هي تشاءُ
تعرفُ بالليلِ كلَ الدروبِ
بغيرِ أنتهاء
لتُتعبَ شهريار بفنِ الكلام
شهريار بأمانٍ في حضنها ينامُ
أي امرأة انتِ يا شهرزادَ ؟؟
جميلة حسناء لبقةً اللسانِ
لاتملُ الكلام
لاتعرفُ السكوت
امرأة لا تعرفُ الخوف ولا الصمت
لاتعرف اليأس والفشل
لا تهادنُ في الصباحِ
لن تهزمَ بالمساءِ
لاتخشى عاقبة الليل
لا تهمها الافراح
لاتهزها الرياح
لا يثني طموحها دموعِ الاحزانِ و الاتراحِ
من فمها تخرجُ كلمات العشق مطرزة
بطعمِ الكرز
فيها من العسلِ والتمرِ
وشرابِ التين
أطيبُ طعماً من الرضابِ
يسكرُ شهريار حد الثمالة
من كأسِ فمها المعتق بالخمرِ
شهرزادُ لبوةً
لاتخافُ الاسود
اشبعتْ شهريار بالأحلامِ
شهرزاد حولت شهريار
من قطاعٍ لرقابِ النساء
كل مساءٍ
من شاربٍ لدماءِ النساء
من قاتلِ الاماء
وزارع البلاد بالفناءِ
لشاعرٍ يحبُ الشعر والشعراء
عاشقٌ يحبُ الطرب والغناء
لمدمنٍ يشربُ من رضاب شهرزاد
كل يومٍ
من المساءِ حتى الصباحِ
استعمرت همساتها قلبهُ
بكلامِ الشعراء
طوعت قصصها بفنِ الكلام
شهرزاد كل يومٍ تزدادُ فتنةً
جعلت من شهريارِ نديم
للشفتين بالهمساتِ
بالكلماتِ
بالصوتِ الرخيم
تسكرهُ كل يومٍ بأحجيةٍ
من ضوءِ عينيها يهربُ الظلام
من بريقِ عينها تملأُ سرير الامير بالنجومِ
شهريار على ضوءِ عينيها ينامُ
يبزغُ صباح الفجر
يصدحُ هديل الحمام
يعلنُ داخل القصر السلام
تتنقلُ شهرزاد بفستانِ التعب
تتبخترُ داخل القصرِ
على شرفاتِ القصر
تمشي الهوينا كملائكةِ الفجر
بغنجٍ ودلالٍ
دون تعبٍ دون انفعالٍ
لن يرهقها الحنين للحبيب
لا تتعبُ من حكاياتِ السهر
صمدتْ بالفِ أحجيةٍ واحجيةٍ
من حولها يفيضُ عطر الحياة
يفوحُ عطرُ شهريار الجديد
يملأ القصر العتيد
شهرزاد عصرنا
لا تخشى أًوامرُ الحاكم العنيد
وانا لازلت ذلك المصلوب
على مأذنة الأنتظار
أترقبُ أخبار شهرزاد العصر
كل يومٍ  أصلبُ من جديدٍ
أحلم بساعةِ اللقاءِ
ساعة الغروب عند المساء
في مقبرةِ العشاق شيدتُ لي ضريح
اتوضأ بدمعِ الاشتياق قبل المنام
اصلي باسمكِ يا شهرزادَ
أتوجهُ بوجهي صوب الجنوب
أكبرُ للصلاةِ
حيث بيت الله الحرام
أصلي للهِ ركعتين
لأتخلصُ من نارِ الليل العسير
الموت يحصدُ سنوات العمر
ياشهرزادَ العصر
وأنا لازلتُ أنا
ذلك الصامت الصابر
المحتسب من أيامِ الانتظارِ

ماجد محمد طلال السوداني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد