أبجديات وأدبيات للكاتب /أيمن غنيم
أبجديات وأدبيات
للكاتب /أيمن غنيم
التاء
ترى ماهو المستقبل الذى ينتظر هذا الحاضر المتقلقل والمتلجلج والباهت اللون ،وماهى الخطى المعهوده لتلك الأقدام الهزيلة التى تتثاقل بهموم جسد هزيل ، وفكر عقيم ؟؟
ترى مالذى ينتظر أولادنا وأحفادنا ومالذى ينتظر شبابنا ونحن فى خضم تلك المحن التى تعصف ببلادنا العربية الواحدة تلو الاخرى ،وكأننا صرنا بلا عهد وبلا وعد وبلا طوق نجاة فى غرق سفينة حياتنا البائسة المكفهرة؟
تناشدنا رجولتنا ،وتناشدنا حميتنا وغيرتنا على ديننا ،وتناشدنا عزائمنا وهممنا بأن نجابه تلك المحن بشئ من التحسب وإدراك تلك النتائج المعوجة لأسباب هى أدعي للخيبة والرجاء ،والخروج من الوادى السحيق الضيق لفكرنا القاصر وإهتماماتنا المادية المتمركزة حول ذاتنا فحسب ،وتناشدنا قيمنا بأن نبقى أمد الدهر بوعى المتعقل ،وبقلب المؤمن ،وبروح العابد ،وبتقوى من الله نشد على أيدينا ونحقق مانصبو إليه ،لكن هل من مجيب ؟؟؟
تتزلزل كل المعانى من حولنا ،وتهتز أحاسيس النخوة ،ويجوب بدواخلنا أحاسيس الضعف ،وتنتاب أحوال السوء من سيئ إلى أسوأ فهل لنا أن نفيق ؟؟؟
تتنافى تلك المعايير التى تحكم تصرفاتنا وبلا معيار ننساق فى سباق الحياه ،والبقاء فيها ليس للأصلح ،لكن لقوى متعجرف ،وهمجى متفلت ،وخشونة جامده وبلا رحمة وبلا قلب تجول عوالمنا ،فمتى يحين لبركان الأمل وصيرورة الحق ان تنطلق وتملأ أرجائنا بالحمية التى تنهى عهد الخذلان والصمت اللعين ،والإستسلام والخضوع لحياة بائسة بلا أمل ورجاء ؟؟
تتهاوى تلك النظم التى ألفناها وعهدناه خطى وحياه ،النظم التى تربينا عليها وتشبعنا بمنهاجها منها القيمى والمعرفى والتربوى والدينى والإجتماعى وحفظت كل أنماط الحياة ولجمت فينا الأحاسيس المعوجة ،وهذبت فينا معانى الإنسانية ،فأين هى من حياتنا اليوم ؟؟؟
ترتجف وترتعش أحلامنا وسط عبثية الواقع ومخاوفه ،وتتجمد طموحاتنا بأوردة وشرايين الأمل ،وتنتجر بداخلنا حلو الحياة بأمانها وتختنق صياحاتها وتوهن عزائمها وتتلاشى مباهجها وتتخافت زخرفة ألوانها ونصبح كالفراشات المترنحة فى فضاء أصم ،وفى واقع مخيف ،فهل لنا أن نجمل الطلب ونحى الأمل ،ونصبو إلى الغد المشرق ونتمسك بتلك المعايير الحقة والنى تنجينا من هلاك محقق ؟؟؟؟
تدمى جروحنا وتنزف آلامنا وجعا وتأوها لما قد أصابنا من حوادث الدهر ،وعراك الطمع وشهوة الجشع وسيطرة الأنانية وبوتقة البشر ،وبلا رحمة نتزاحم على مائدة الحياة ،ويقتل كلانا الآخر إحساسا منا باللا آدمية ،والمثول أمام رغباتنا الحيوانية فهل من مدرك لتلك الجروح وآلامها ؟؟؟
بقلم الكاتب /أيمن غنيم
تعليقات
إرسال تعليق