السد من علامات الساعة بقلم / محمـــد الدكـــروري

السد من علامات الساعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، اللهم صلي وسلم عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن قصة ذي القرنين وكيفية بناءه للسد، وفيما يتعلق برأي الإسلام في الآيات التي استندت إليها الباحثة المهندسة المصرية ليلى عبد المنعم يقول الدكتور زغلول النجار إن ما توصلت إليه الباحثة هو لمحة من لمحات الإعجاز القرآني في العلم الذي يتكشف لنا يوما بعد يوم، وأضاف إن الباحثة إستمدت سر تركيبتها من قصة ذي القرنين الذي ألهمه الله تعالي إستخدام مادة القطران التي إختلف الفقهاء حول تعريفها، فقال عنها البعض إنها من النحاس المنصهر بينما عرّفها البعض الآخر بأنها أحدى مشتقات البترول.

وأضاف عليها ذو القرنين قطع الحديد المنصهر لتكوين مادة صلبة يستحيل طرقها ثم بنى فوقها السد لحماية القوم من يأجوج ومأجوج، وأكد الدكتور زغلول النجار أن السد من علامات الساعة وسيظل قائما حتى قيام الساعة ومكانه مجهول ولن يُعرف حتى يظهر يأجوج ومأجوج، وتمنى الدكتور زغلول النجار، أن تستفيد الجهات المعنية من هذه التركيبة الجديدة وتطبقها في عمليات البناء في عصرنا الحالي، وقد ذكر المصادر الكثير عن دفع ما يوهم التعارض في آيات في قصة ذي القرنين، فالآية الأولى يقول الله تعالى " تغرب في عين حمئة " والجواب على ذلك من عدة وجوه، فالوجه الأول هو رآها في نظره عند غروبها، كأنها تغرب في عين مظلمة، وإن لم تكن هي في الحقيقة كذلك، وهذا هو المعتاد لمن كان بينه وبين أفق الشمس ماء فإنه يراها كأنها تشرق منه وتغرب فيه.

كما أن الذي يكون في أرض ملساء واسعة، يراها كأنها تطلع من الأرض وتغيب فيها، ولهذا قال وجدها أي في نظرة ولم يقل فإذا هي تغرب في عين حمئة أي ذات حمأة، وأما عن الوجه الثاني في قوله تعالي " وجدها تغرب في عين حمئة " أي خُيّل له أنها تغرب في العين، كما يخيل ذلك لكل من وقف على ساحل البحر وقت الغروب فإنه يرى الشمس كأنها تغيب في البحر، ولذلك نسب القرآن الكريم الأمر إلى وجدان ذي القرنين فقال " وجدها " ولم يقل مثلا "حتى إذا بلغ مغرب الشمس رآها وهي تغرب في العين" أو نحوه مما يفيد أنها تغرب فيها حقيقة، وكما ذكرت المصادر أن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض، حيث أن من المعروف في كتب اللغة أن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض، بمعنى أن هناك توسعا في إستعمالها، بل إن في اللغة توسعات كثيرة في غير حروف الجر أيضا.

ولنأخذ حرف الجرّ "فى" الموجود فى الآية لنرى ماذا يقول النحاة في إستعمالاته فهم يقولون إنه يستخدم في عشرة معاني، والظرفية وهي إما مكانية أو زمانية وقد إجتمعتا في قوله تعالى " ألم غلبت الروم في أدني الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون " أو مجازية نحو قوله تعالي " ولكم في القصاص حياة " ومن المكانية مثال أدخلت الخاتم في إصبعي، والقلنسوة في رأسي، وكذلك المصاحبة نحو قوله تعالى "ادخلو في أمم" أي معهم، وكذلك التعليل، نحو قوله تعالى " فذلكن الذي لمتنني فيه " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها" أي بسبب، وكذلك الاستعلاء، نحو قوله تعالى "لأصلبنكم في جذوع النخل" وكذلك مرادفة الباء كقول الشاعر ويركب يوم الروع منا فوارس.

يصيرون في طعن الأباهر والكلى، والشاهد قوله يصيرون في طعن، حيث جاءت "في" بمعنى الباء، وأيضا مرادفة "إلى" نحو قوله تعالى "فردوا أيديهم في أفواههم" أي مد الكفار أيديهم إلى أفواه الرسل ليمنعوهم من الدعوة إلى الهدى والنور، ومرادفة "من" وكذلك المقايسة وهي الداخلة بين مفضول سابق، وفاضل لاحق، نحو قوله تعالى " فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل " وأيضا التعويض وهي الزائدة عوضا من "في" أخرى محذوفة، كما في قولك دفعت " يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت " والمقصود أن كلا منهم يضع طرف إصبع واحدة من أصابعه عند فتحة الأذن، لا في داخلها، وأيضا التوكيد وهي الزائدة لغير التعويض أجازه الفارسي في الضرورة، ومن هنا كان من السهل أن ندرك معنى قول القرطبي نقلا عن القتبي.

فى الآية المذكورة في سورة الكهف " ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها، أي وراء العين الحمئة، أو معها أو عندها، فيقام حرف الصفة مقام صاحبه "


تعليقات

المشاركات الشائعة