قطر المجد بقلم الشاعر المتآلق هيثم محمد النسور

قطر المجد..

▪️ هيثم محمد النسور

أَبُـثُّ إِلَـيـكَ الشَّـجوَ يَـا ابْـنَ الْأَمَـاجِـدِ

فَـإِنِّـي رَهِـيـنُ الْـعِـبْءِ لَـستُ بِـوَاجِـدِ

تَـنَـبَّـأتُ مِـمَّـنْ يَلـتَـجِـي فِـي مَـقَامِكُمْ

مَــلَاذُكَ يَـأْوِي ظِــلُّــهُ كُـــلَّ قَـاصِــــدِ

فَـأَثـنَى عَلـيكَ الْـخَـلـقُ حَمـدًا ظَفرتَهُ

وَنِـلـتَ مِـنَ الـرَّحـمـنِ حُـسنَ الْمَحَامِدِ

تَـمِـيـمَ الْـمَـعَـالِـي بَارَكَ اللـَّـهُ مَجـدَكُمْ

أَيَـا عَـاصِمَ الْـمَـلـهُـوفِ وَقتَ الشَّدَائِدِ

نَـبَـغـتَ بِـسَاحِ الْـعِـلمِ وَالدِّينِ وَالتُّقَى

أقَـمْـتَ بِـنَـاءَ الْـعِـزِّ فَــوقَ الْــفَــرَاقِــدِ

عَـطَــاؤُكَ مَـيــمُــونٌ وذِكـــرُكَ ذَائِــــعٌ

وَمَـا لَـكَ مِــنْ صِـنـوٍ أمَــامَ الـتَّــلَائِــدِ

مَـدِيـحِي أَيَا ابْـنَ الْمُكرَمِـيـنَ مُـقَـصِّـرٌ

فَـمَـا كُـنـتُ فِي الْإِطـرَاءِ أَوَلَ حَـامِــدِ

تَـمـيـمٌ كَـريمُ الْأَصلِ مِن نَسلِ ضَيغَـمٍ

وَكَـفُّـكَ فِي الْإِحسَانِ خَـيـرُ مُـسَـاعِـدِ

بَـلَـغـتَ مَـقَـامًـا لَــمْ تَـطَـلـهُ كَــوَاكِـبٌ

وَأُنجِبتَ مِن فَحْـلٍ عَـرِيـقِ الْـمَـحَـاتِـدِ

فَـدُمْ كَـافِـلَ الْأَيـتَـامِ يَا خَـيـرَ مُـلْـهَـمٍ

سَـخَـاؤُكَ فَـيَّـاضٌ عَـمِــيـمُ الْـفـوَائِـــدِ

وَعُـذرًا تَـمِـيـمَ الْـخَيرِ إِن شَحَّ مِحبَري

سَـأُثـنِـي عَـلَـيـكُـمْ فِـي بَدِيعِ الْقَصَائِدِ

فَـتَـالـلـَّـهِ يَـا قُـطـبَ الْإِبَــاءِ ، مَـحَـبَّـةً

أُفَـدِّيـكَ بِـالْـغَـالِي طَـرِيـفِـي وَتَـالِـدِي

نَـشَـأْتَ بِـبَـيـتٍ بَــارَكَ الـلـَّــهُ شَــأنَـــهُ

فَـكُـنـتَ لِـكُـلِّ الـنَّـاسِ نِــعــمَ مُسَـانِـدِ

خَـلِــيـقَـةُ أَجـــدَادٍ كِــــرَامٍ وَرِثــتَــهَــا

مَـقـامُكَ أَضـحَى مِن أَجَـلِّ الْمَـقَـاصِدِ

بِعَـدلِـكَ خِـلـتُ الذِّئْبَ يَرعَى شِيَاهَهُمْ

فـقَـلَّـدتَ دَارَ الْـخَيـرِ طَـوقَ الْـخَـرَائِـدِ

وَأشرَعتَ بَـابَ الْجُـودِ إِذْ كَانَ رَاتِـجًـا

تَـرَى مَـجمَـعَ الْأضْيَـافِ حَولَ الْمَوَائِـدِ

هَـنِـيـئًـا عَـظِيمَ الْقَـومِ حُـزْتَ مَـكَـانَـةً

وَمَـجـدًا حَـصِـيـنًـا خَـالِـدًا غَـيـرَ بَـائِدِ

هَـطُولٌ إِذَا استَسقَى الْعِطَاشُ نَـمِـيرَهُ

وَمَـنـهَـلُــهُ فَــيْــضٌ غَــزِيـرُ الْـمَـــوَارِدِ

أَلا يَـا نُـسَـيـمَـاتِ الْأَرِيــجِ تَـضَـوَّعِــي

عَلَى قَـطْـرِ خَـيرَاتٍ لِأَهـلِ الْـمَـحَـامِـدِ

نَـزَلْـتُـمْ بِـأَرضٍ بَـلْـقَـعٍ غَـاضَ مَــاؤُهَـا

بَــــوَادٍ قِــفَــارٍ مَــرتَـــعٍ لِـلْــطَــرَائِــــدِ

وجَـدُّكَ عَـبـدُ اللـَّـهِ مِن نَـسـلِ تَـغـلِـبٍ

بَنَيْتَ صُـرُوحًـا فَــوقَ تِـلكَ الْـفَـدَافِـدِ

تَـمِـيـمٌ أَوَتْ جَنـبَـيكَ نَـفـسٌ كَـرِيـمَـةٌ

وَجُـــرأَةُ مِـقـــدَامٍ وَفِــطـنَـــةُ رَاشِـــدِ

نَشَـرتَ لِـوَاءَ الْـعَـدلِ فِـي كُـلِّ فَـدفَـدٍ

وَاسْـبَـغــتَ إِنـعَــامَ الــرَّخَــاءِ لِـرَاغِــدِ

فَـطُـوبَى لِـشَـعبٍ قَـدْ تَـوَلَّـيـتَ أَمــرَهُ

كُـمَـيْـتٌ سَـدِيـدُ الـرَّأيِ صَافِي الْعَقَائِدِ

تَـجَـلَّـى بِـكَ الْـحَقُّ الَّذِي كَانَ مُبـهَـمًـا

كَـبَـارِقِ نُــورٍ لَاحَ مِـن ظَـهـرِ غَــامِـــدِ

هَـلُـمُّوا بَـنِـي قَـومِـي لِـنَـرْقَى مَـكـانَـةً

لِأُمَّـتِــنَـا بَــيـنَ الــنُّــجُــومِ الْأَبَـاعِــــدِ

دِيَــارٌ إذَا تَــشــكُــو بَـــلَاءً أَصَــابَــهَــا

فَـمَـن غَـيرُكَ الْـمِـقْـدَامُ يَـنْـهَى لِـكَـائِـدِ

يَــرُومُـونَ أَنْ نَـنــقَــادَ طَـوعًـا أَذِلـَّــةً

فَـجَـرِّدْ سُـيُـوفَ الْـعِـزِّ يَا بْنَ الرَّوَاشِـدِ

وَسُـدَّ صُـرُوفَ الـدَّهـرِ فَـضلًا وَكُـفَّـهَـا

بِـشَـوكَــةِ سُـلْـطَـانٍ وَبَـأسِ مُـجَـاهِــدِ