فى طريق الهدايه ومع عبد الله بن رواحه الخزرجى ( الجزء الأول ) إعداد / محمـــد الدكـــرورى

فى طريق الهدايه ومع عبد الله بن رواحه الخزرجى ( الجزء الأول )
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ومازال الحديث موصولا عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، فإنهم أتباع رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهم المؤمنون بهذا الدين، وهم المسلمون إسلاما حقيقيا صادقا، وهم الذين كانوا يتحركون بالدعوة، ولقد ختم الله عز وجل، رسالاته والأنبياء بالنبى الكريم حبيب الحق وخير الخلق، محمد صلى الله عليه وسلم، وليس هناك نبي بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولا بد أن يحمل المؤمنون الصادقون هذه المهمة العظيمة التي كان يحملها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن سبقه من أنبياء الله عز وجل، وإن من يبين للناس الحلال والحرام، ومن يعرف الناس بالمعروف، ويأمرهم به، ويبين للناس المنكر، وينهاهم عنه، إن من يفعل ذلك إنما يعمل بعمل الأنبياء والمرسلين.

لذلك جعل الله عز وجل، هذه الصفة، صفة الدعوة، أو صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهى صفة لازمة لمن حمل لقب مؤمن، فما دمت مؤمنا فلا بد أن تكون داعية إلى الله عز وجل، وإذا أردت أن تستكمل صفة الإيمان فلا بد من الدعوة إلى الله تعالى، وسوف نتحدث فى هذا المقال عن صحابى جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وهو الصحابى عبد الله بن رواحة فهو  صحابي بدري، وشاعر وقائد عسكري، وهو أحد نقباء الأنصار الإثنا عشر، وقد شارك في غزوات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أحد الشعراء الذين يدافعون بشعرهم عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد استشهد في يوم مؤتة سنة ثمانى من الهجره، وهو قائد المسلمين أمام الروم وحلفائهم الغساسنة.

وهو أبو محمد عبدالله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، وهو صحابي وكان يكتب في الجاهليةويقول الشعر، وقد شهد العقبة نقيبا عن أهله، وقد آخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين المقداد، وقد شارك في غزوة بدروأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد انتهائها إلى المدينةليبشر المسلمين بالنصر، وقد شهد ما بعدها من المشاهد إلى أن استشهد في غزوة مؤتة، وقد كان كثير التعبد لله تعالى، فكان إذا لقي الرجل من أصحابه يقول له: تعال نؤمن ساعة، وقد أثنى عليه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقال: " رحم الله عبدالله بن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة " وقال أيضا: " نعم الرجل عبدالله بن رواحة "
وقد روي أنه أتى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب فسمعه يقول " اجلسوا " فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من خطبته، 

فقال له " زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله " وكان أول خارج إلى الغزو وآخر قافل منه، وهو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ويكنى أبا محمد، وكانت أمه هى السيده، كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة من بني الحارث بن الخزرج أيضا، وقد كان ابن رواحه كاتبا في بيئة لا عهد لها بالكتابة إلا يسيرا، وكان شاعرا، ينطلق الشعر من بين ثناياه عذبا قويا، ومنذ أن أسلم وضع مقدرته الشعرية في خدمة الإسلام، وأما عن إسلام الصحابى عبد الله بن رواحه، فقد أسلم عبد الله بن رواحة شاعر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على يد الداعية العظيم مصعب بن عُمير وكان ذلك عندما هاجر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة المنورة، وصار عبد الله بن رواحة شاعر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يلازمه، ويمدحه. 

ويشيد بالإسلام ومبادئه السامية، ويرد على شعراء المشركين، وكان يدعو إلى الله تعالى بكل ما أوتي من قوة، وقد بايع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان واحدا من النقباء الذين اختارهم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وينتمي عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، إلى بني الحارث أحد بطون قبيلة الخزرج الأزدية، وكان ابن رواحة يُكنى بأبي عمرو، وقيل أبي محمد، وقيل أبي رواحة، وهو خال النعمان بن بشير، وأخو أبو الدرداء لأمه، وقد كان عبد الله بن رواحة من السابقين إلى الإسلام من الأنصار، وكان أحد نقباء الأنصار الإثني عشر عن بني الحارث من الخزرج في بيعة العقبة، وقد صحب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد هجرته إلى يثرب. 

وقد آخى بينه وبين المقداد بن عمرو، وقد خاض ابن رواحة مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، غزوة بدر، وقد بعثه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد المعركة ليُبشّر بني عمرو بن عوف وخطمة ووائل من الأنصار بالنصر، وكما شارك في غزوات أحد والخندق وخيبر وصلح الحديبية، وقد شهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عمرة القضاء، وأمره النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يومها، فقال: " انزل فحَرِّك بنا الرِّكَاب " ولقد كان لتربية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أثر واضح وملموس في حيات في حياة شاعر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا أمره سارع ونفذ، وإذا نهاه عن أمر اجتنبه وتركه، وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لا يترك موقفا أو حدثا يمر على أصحابه الكرام دون أن يربِّيهم أو يعلمهم.
 

فيقول ابن عباس رضى الله عنهما بعث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن رواحة رضى الله عنه، في سرية، فوافق ذلك يوم الجمعة، فغدا أصحابه وقال: أتخلف فأصلي مع رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ألحقهم، فلما صلى مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، رآه، فقال: "ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟" قال: أردت أن أصلي معك ثم ألحقهم، فقال: " لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما أدركت فضل غدوتهم " وكان عبد الله بن رواحة رضى الله عنه، ممن أنعم الله تعالى عليهم بالجهاد بالسيف واللسان، فهو الذي جاهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في بدر وأُحد، وحفر الخندق مع الصحابة، وبايع بيعة الرضوان، وكان أحد القوَّاد الثلاثة في غزوة مؤتة التي استشهد فيها، وكما جاهد بسيفه جاهد بلسانه، فكان شِعرُه سيفا مصلتا على رقاب المشركين.

ولا يقل أهمية عن السيف في المعركة، وكان يحمل سيفه وشعره في كل الغزوات، فكان يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله ، خلوا فكل الخير في رسوله، وقد كان عبد الله بن رواحة رضى الله عنه، صواما قواما، يقول أبو الدرداء رضى الله عنهما "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بعض غزواته في حر شديد، حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه أو كفه على رأسه من شدة الحر، ما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن رواحة رضى الله عنه " وقد تزوج رجل امرأة عبد الله بن رواحة رضى الله عنه، فسألها عن صنيعه، فقالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل بيته صلى ركعتين، لا يدع ذلك،

وكان عادلا ورعا ذا أمانة يخاف الله ويتقه، فعن سليمان بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يبعث عبد الله بن رواحة، إلى خيبر، فيخرص بينه وبين يهود خيبر، وقد قال: فجمعوا له حليًّا من حلي نسائهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد