صامولة صغيرة… ومشروع كبير بقلم /مرڤت رجب
صامولة صغيرة… ومشروع كبير
بقلم /مرڤت رجب
في كل مشروع عظيم، تُرسم الخطط بدقة، تُنفذ التفاصيل بإتقان، وتُجمع الأجزاء لتصنع كيانًا متماسكًا متكاملًا. وبعد ساعات طويلة من الجهد والعمل، قد نصطدم بعقبة غير متوقعة: قطعة صغيرة مفقودة… “صامولة” لا تُرى بالعين المرهقة من التعب، لكنها قادرة على تعطيل كل شيء.
ذلك المسمار الصغير، الذي كان من الممكن أن يُركّب في لحظة، يصير عقبة تعرقل المشروع بأكمله، وتُلقي بظلال الشك على كل ما أنجزناه. ليس لأننا لم نبذل ما يكفي، بل لأننا تجاهلنا تفصيلة صغيرة، بدت في ظاهرها غير مهمة، لكنها كانت المفتاح.
وهكذا هي الحياة.
نسير فيها بخطى واثقة، نضع الأهداف، نعمل ليل نهار، ونُنجز الكثير، لكننا في لحظة ما، نتوقف. لا لخلل كبير، بل لأمر بسيط لم ننتبه إليه. وربما لأننا لم نمنحه حقّه من الانتباه، نشعر بالهزيمة. نبدأ في جلد ذواتنا، ونشك في خطواتنا، بل وربما ننسف كل ما صنعناه لأننا ظننا أننا فشلنا.
لكن الحقيقة مختلفة تمامًا.
نحن لم نفشل. نحن فقط نسينا أن نبحث عن “الصامولة”. تلك اللمسة الأخيرة، تلك الراحة النفسية، ذلك الدعم الذي لم نطلبه، أو الخطة البديلة التي لم نرسمها. أمور بسيطة، لكنها ضرورية.
المطلوب منّا في هذه اللحظة ليس الهدم… بل التوقف قليلًا، والتأمل، والبحث عن ذلك الجزء الصغير المفقود. فقد يكون هو ما يربط كل خيوط النجاح معًا.
تعليقات
إرسال تعليق