إعدام قلب قصه قصيرة بقلم الشاعر د. غانم ع الخوري
قصةقصيرة وقصيد
إعدام قلب
في إحدى المدن الكبيرة
وبزمن ليس ببعيد
يروي عدنان قصة حبه مع صبية تدعى حنان
يقول كنت أعمل في منزل أحد الأثرياء سائقا ومرافقا لابنته المدللة (رهف )وكان لها معارف وأصدقاء كثر من شباب وبنات
من بينهم (حنان )صديقة مقربة جداً منها وقد أبدت لي اهتماما
كلما رأتني تكثر السلام
تلاحقني بالنظرات وكأن شيء خفيّ آت
وأنا مدرك لموقعي ولا أجرؤ على شيء
أقول بنفسي اهتم بعملك ولا تتصرف في أمر ما ممكن أن يؤخذ ضدك ذريعة للطرد من العمل أو ربما تتغير مهمتك من مرافق الصبية لبواب البناء.
وفي أحد الأيام تصنعت حنان وهي قريبة من موقعي أنها تعثرت وسقطت أرضاً
حتى بادرت بلحظة خاطفة وأمسكت بها وحملتها كريشة بين ذراعيّ فما كان منها إلا وتعلقت يداها بعنقي
وازداد نبضها وكأنها خائفة
تدلى شعرها الأسود وبان
وجهها كنور قمر اكتمل
وعيناها ترسلان استفهاما ترويان حكاية أمل
لحظات من السكون مرت ثقيلة ثم تكلمت وفي صوتها بحة تشكرني
ذهبت مسرعة وكأنها خجلة
وفي اليوم الثاني تأتي إليّ لتعاود الشكر ويبدو في الأمر مكر شعرته حين تعلقت بكلتا يديها بعنقي
نظرتها وابتسامتها تذهبان العقل
أصبت في حيرة وعدت أتذكر
تلك اللحظة حين حملتها وكأنها تقول اجعلني أمانة بحياتك
بات النوم يجافيني
محاولا إغلاق تلك الصورة لم افلح حيث أنها تأتيني تؤنس منامي
وأبدع بكلام الغرام
وكثير مدح و قلة من عتاب
ازداد القلق والهذيان ولم أجد لحالتي عنوان
إلا أني وقعت بحبها لدرجة العشق !؟
ولكن لوجود موانع تفرق بيننا،،،،،
فهي ابنة رجل معروف بالثراء
عقل متحجرقديم وبالحب عقيم
يبدي ردة فعل تجاه القربة
/ويؤمن بالقرش الأبيض لليوم الأسود/
حياته عمل لايعرف الكلل
محب للمال و لكنه غير محتال
حريص اليد ولذلك بالعرف فهو( زنكيل)
ومع ذلك قررت أن أصارح حنان بما يجول بقلبي وفكري وأتأكد من شعورها نحوي
فما كان منها إلا القبول
وطلبت مني مقابلة والدها حسب الأصول
وحدد الموعد للبيان والخضوع للامتحان
ساعة المثول
تعرق جسدي كأنني مبلل بالماء
أردد كلمات بها خوف من صد وكأنني بهلول
وحصل ما كنت أخشاه
سؤال عن النسب وكم مقدار المال
أخذت أكيل له المديح والزلف
وأنني اعتبره قدوتي
وأنا أحب ابنته و قلبي يهواها لشخصها
فما كان منه الا وانتفض وللموضوع رفض
يقول
للأسف البنت لإبن عمها
هذا عرفي خلص الكلام
الله معلك
شعرت لتوي أني ذليل وملام
ولا حق لي بابنة الثراء
ثم انصرفت مهلهل القوام
ألعن ساعة ولدت فيها.
وفي الختام استفهام رأي منكم على العام!
؟أليس من حق الفقير أن يحب ؟؟؟
عيناها
نظرة عينيها ماء حياء
أنبتت في قلبي أزهار
كأن بالحظ شرر جمر
أشعل في الصدر نار
شاغلت البال في رقتها
سرح الفكر بوهنٍ احتار
أنصت لحديثها والبيان
احتلت الوتين بإصرار
أحرت الدماء بعروقي
سلمتها قلبي هذا قرار
طوقت متني في ضمة
قبلت الخضوع بلا خيار
أسكنتني بيتٌ من وهم
سُجنت طوعاً و لا فرار
عرفاً بالتقاليد رحت
أتودد لوالدها الجبار
قال أعطى ابن أخيه
وعليها القبول باقهار
متحجر عقيم الفهم
يظلم أهل بيته عيَّار
مفهومه جمع المال
ذهب وقروش ودينار
لم يحب نفسه يوماً
عشق الدينار والدولار
تزلف ومدح لحسناته
مكره أنا الوضع إجبار
آه يازمن كيف حكمت
أذللتني برسم المسار
صبراً ياقلب على بلوى
شكوتك للواحد القهار
تعليقات
إرسال تعليق