هكذا نمضي بقلم الشاعر المبدع د. طاهر مشي

هكذا نمضي
نسافر في صمت، تسامرنا المواجع والجراح، تدندن على أوتار القلب أعاصير الرياح، تحملنا بعيدا بعيدا حيث لا موطن ولا أريكة نسرج فوقها أمتعتنا، نتوه في البراري ناشدين خيوط الأمل المنسوجة في مخيلتنا، علنا نجد منفذا للأفراح، نغير الأماكن فنغوص في أعماق البحار تسحبنا الأمواج حيث نصافح الأنواء العتية فيزداد الكفاح، هناك حيث لا شيء لنا سوى أكف فارغة تصفحها الأقداح،
نمضي سويا نناشد الظلال، وحر الشمس والغيوم وأنواء الشتاء وزهور الربيع، والبراح، هناك نكنس ما تبقى في خلدنا من أمل في هذه الدنيا، وقد حزمنا ما تيسر من الضباب وسطرنا طريقنا على الألواح،
خاوٍ هو جرابنا، فكيف سنمضي للإله؟ كيف سنفصح عن حبنا للعواصف، للطوفان لأجيج البركان، لعاصفة هوجاء تنسف المكان،
كيف سنعترف للإله؟ إننا عشنا فلاة ما جمعنا في الحياة سوى شتات،
كيف سنخبر الله؟ إننا تهنا، وأضعنا سبيلنا للنجاة،
كيف سننصف أنفسنا غدا؟ يوم التلاقي،
يوم تشهد أيدينا، ويشهد جلدنا عما فعلنا، عن سبيل قد نهجنا عن جراح في قلوب البعض، عن بعض السرائر في الجراب، عن حب الذات، عن هجر الأهالي، وعن قطع صلة الرحم وعما هو باق،
كيف سنذكر من فارق الدنيا، وجرح الفقد مر المذاق،
هكذا نمضي، مبعثرة أوصالنا، تسير بنا الأحلام في دنيا المشاق،
كل شيء زائل،
نمضي بلا زاد، فقط ريح تسوقنا بين الدروب، نسابق الأيام قد نبغي الوفاق،
غير ان الأقدار مسطرة، نمضي بلا هوية ولا وطن يحتوينا، في سباق.
طاهر مشي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد