ياليت بالشرايين بقلم الشاعر المتآلق هادى صابر عبيد
أجودُ والهوى للجبلِ والهِممُ
وما من مالٍ يجودُ بهِ العدمُ
.
ليت بالشرايين ما يُهدى دمٌ
قد جفَ بسيلِ الجراحُ وَذَمُ
.
أهدي إليهِ نفسي ضحيةٌ
إن تخلت عنها من بِها مُغرمُ
.
إني ذبيحٌ ولو كُنتُ حياً بينكُمُ
ولِصوري عيونكُم تُترجِمُ
.
ميتٌ وإن كُنتُ حيً بين
السطورِ وما أخُطهُ من نُظُمُ
.
أذوبُ في قهر المَنُونُ وكأسُ
من أذوبُ بهِ يُحيي ويُرممُ
.
أوهمُ نفسي بأني حيٌ بينكُمُ
كحالم النومِ وما صّحَ الحُلمُ
.
أشعُرُ وإنَ الهيامِ صوبكُمُ
وما الشعورِ باليقين إلا عدمُ
.
غاليتُ بِحُب الحياة وفي إنسِكُم
علمتُ بِأنَ الحياتُ توهُمُ
.
أجوبُ وطيفَ صوركُم أرسُمُ
وما نَفَعَ دون الملقى المرسمُ
.
ألثِمُ بكف الثرى وجهي
تضيعُ ملامِحُ وجهي والمبسمُ
.
يدي مفتوحةٌ أبد الدهرِ مُلهمةً
خلت من المالِ والنعيمُ
.
كُلَ ما تفتحَ بُرعُم الحياةِ يقطِفُ
لم يتركوا البُرعُمُ طيبانا يُفعمُ
.
بسم الكرامةِ الكُلُ يتخاصمُ
وإذا بالكرامة مالٌ يقتسِمُ
.
بسم الدين زرعوا بقلوبنا موالاتهُم
وإذا هُم على ما يقولون يتخاصمُ
.
رأينا فيهُمُ المُعلمين وهُم جهلة
وتجاوزنا أهل العِلمِ والمُعلِمُ
.
تقاسموا نعيم البلاد ما بينهُم
وغدوا في قوت العبادِ يتحكمُ
.
صحت السماءُ بصفائِها لتفضحُ
الشمسُ وجوهَ القُبحِ تجهمُ
.
كم بالأرضِ اختفت دفائِنٌ الذهبِ
وكم بالبشر مناجم بالعلمِ تُلخمُ
.
تتالى الأجيالُ خلف بعضِها وكُلُ
جيلٍ أمجاد أجدادهِ للسلفِ يُسلِمُ
.
كما مواسم الزرعِ تتالى ولم
يتغيرُ البذارُ منذُ القِدمُ
.
تتزاحمُ الموتى تحتَ التُرابِ
حتى رميم العِظامِ يلتحمُ
.
تروي الناسَ حديثُ أجدادهُم
كأن الطُهرُ كان لهُم رحِمُ
.
باتَ اسمُ الكرامةُ يؤلِمُ لو كان
للكرامةِ لسانٌ بذمِكُم تتكلمُ
.
استبحتُم حقوق الناس وما
استباحها إلا لصٌ ومُجرِمُ
.
يغنَمُ المُتعممونَ بِالمخاض لا
كفهُم نضيفه ولا في وجوههُم دمُ
.
تخجلُ الشماتةَ من أفعالكُم
كأنها لِجُرم مال الحرامِ بلسمُ
.
يا من تدعون العقل مشيختكُمُ
أنتُم وأبليس ولدتُم توأمُ
.
إن لأراكُمُ كثيران الكباش
تتصارعُ للفوزِ بقطيع الغنمُ
.
يا جامع المال والموتُ مُحتمُ
بجمع المال الموت لم تهزمُ
.
يا باني القصور وبعد موتِكَ
قصرُك التُرابِ فوقهُ ردمُ
.
لم تأتي الأديان بزي الدين
لا شيخٌ لا عمامةً ولا علمُ
.
ألبسكُم الشيطان السواد دون حزنُ
وألبسكُم عمامة وأولاكُم الصنمُ
.
حلقتُم رؤوسكُم تدعونها سُننُ
وهيبة الرؤوس بالشعر مُتممُ
.
أرخيتُم شواربكُم لإكرامها
باتت تشربُ معكُم الدسمُ
.
ومن حفت شواربُهُم كما
النساءِ وجبَ عليهُم اللثامُ
.
يا قاصد مال المُسلمين لا تتوهمُ
الفُقير أبكمُ ورجال الدين صممُ
.
إذا بمُحسنٍ لمال المُسلمين
كُلهُم سمعُ والمالُ المُتكلمُ
.
هادي صابر عبيد
سوريا / السويداء
تعليقات
إرسال تعليق