عصر الدجال بقلم الشاعر المتآلق هادى صابر عبيد
عصر الدجال
عُذراً الجاهليةِ فنحنُ لأجهلِ
وفوقَ الجهل زدنا بالدَجلِ
.
أينَ أذهبُ والناسُ كُلِها دجال
وقلوبُ الناسِ براقِعَ مُحجلِ
.
الكُلُ يصلي اَذانهُ يسترقُ السمعَ
من كُل صوتٍ صامِتٌ أو مُجلجلِ
.
الناسُ في سبقٍ وأنا أسيرُ بأرجُلِ
كالجنِ من فوقي وحولي وأسفلي
.
استفاقَ الدُجى على شعبٍ مَضللِ
شيخاً مُذعِنً كبيراً صغيراً والحملِ
.
جيلُ بعبع لم يذكُرهُ أحداً من قبلي
فزدنا على الجاهلية بعبع والدَجلِ
.
جيلٌ إذا كلمتهُ لم يسمع وإذا
أطعمتهُ لم يشبع وإذا أعطيتهُ لم يقنع
وإذا أرسلتهُ لم يرجع وإذا سايرتهُ
يطمع وإذا سألتهُ الكذب يصنع
وإذا جادلتهُ بالذم تقع وإذا
آمنته غدر وإذا أتمنتهُ لم ينفع
عُذراً عصر الجاهلية فنحنُ زمن الدجال
.
ذاكَ شيخ دينٍ أبوه مزار
يلحقُ بهِ كُلُ الناس وبأمرهم تحتار
وكُلما مات شيخً يُبنونَ لهُ مزار
وما كانت الأسلاف إلا كالحاضر
جميعهُم مُنافقين وكُفار
ذاكَ شيخُ الخمار وذاك شيخ التُجار
وذاك زير النساء وذاك شيخ الأفكار
المُخدرات في متناول الكبار والصغار
الكُلُ أحطابٍ والكُلُ مِنشار
الكرامة تباع بسوق الدولار
نحنُ في زمن بعبع الدجال
.
القتلُ في الشوارِع والكُلُ بارع
والكُلُ على جني المال يسارع
عُذراً الزير سالم فنحنُ لأجهلِ
الجهلُ من جهلنا يخجلُ
.
كُلنا على بعضه يُبعبِعُ
تعلمنا الدجل على إصوله
وبتنا من قومِ أعور الدجال
وننتظر بمقام اعوراره للأستقبال
.
هادي صابر عبيد
سوريا / السويداء
تعليقات
إرسال تعليق