الحياء بقلم الشاعر المائز هادي صابر عبيد
الحياءُ ثوباً للعقولِ مُفصلُ
منها الصفاقة ومنها الخجلُ
.
كم من الناسِ الحياء مُنفصلُ
كارهُم النِفاقُ شُغلهُم الشاغِلُ
.
وترى بعضَ الناسِ شُعاعُ الخجلِ
إذا ما نظرتَ بوجوههُم تبتهِلُ
.
الطيرُ روحاً قطرةُ دمٍ حيائهُ
وكم بالإنسانِ دمٌ منهُ يتنصلُ
.
الشمسُ عُذرها الصُبحُ ويعلو
نهارها ويكسِفُ غروبُها الخجلُ
.
كم من الناسِ بالحديثِ يتلججُ
بلفظهُم وصحيح الحروفِ تُهملُ
.
كالغريق لسانهُم لا ينجو
إذا انعدمت بهِم السُبلُ
.
والحسنِ إذا تلاطمت أمواجهُ
نسائِمُ الحياءِ قاربٌ يحملُ
.
ما حملَ الطباعُ الأربعة أحدا
والطبعُ لم يُنزعُ أو يتبدلُ
.
أبوابُ أرزاق السماء لا نرى
توكلت البشر بين بعضِها تعدلُ
.
كُلٌ يدأبُ على ما يشاء بمقاصدهِ
منهُم الباطلُ ومنهُم العادِلُ
.
كم من الناسِ نعيمهُم عامِرُ
وكم بيوت من النعيم مُحل
.
أُنظر إلى نور الشمسِ وبريقُها
لو شاء الله كُلَ شيءٍ ذهبٌ يُحوِلُ
.
الطمعُ كالثوبِ لصاحبهِ لَدَّنَ
لو ملك الأرضِ لا يملأ المُقل
.
زمنٌ العيشُ فيهِ باتَ حُلم
والأرزاقُ حولنا وعيونُنا تتأملُ
.
كأن المطرَ بهطوله دموعً
ولدموعُ الفُقراء يمتثلُ
.
قعرهُ الظُلمِ وخيرهُ غُلامٌ
ظلهُ الشمسُ وهواهُ مُشتعلُ
.
رعى عيشُ الناسِ من هُمُ
البخيلَ اللئيمُ الجاحِدُ والجاهِلُ
.
صبيةً يرخون لحاهُمُ كأنهُم
كِهولٌ حديثهُم المالُ والقتلُ
.
شيوخهُم رِقابهُم كالثيران
لحومهُم جيفةً صِدورهُم غِلٌ
.
تُدرِكُ الليوثَ لحم الحرام
فلا تظننها خوفاً منكُمُ ترتحل
.
أنامُ والجوعَ ينهشُ أمعائي
والناسُ على مال الحرام تقتتلُ
.
كم من يرفعون صورَ القُدماءِ
وليسَ لهُم فيها نسبٌ ولا نسلٌ
.
العدلُ السلاحَ والشوارِعُ قاعاتهُ
أقلامهُم الرصاص قانونهُم القتلُ
.
بعد أن توضعُ الحربَ أوزارها
بالكرامةَ يُضربُ بي المثلُ
.
كم من موالي للدولةِ مُنافِقٌ
يدعي الموالاةَ وبالإرهابِ مُتصِلُ
.
يا حاكِمٌ بالشامِ حاضرٌ بأمنِكَ
ما علِمتَ من الحقائِقِ إلا القليلُ
.
لم يعُد لِمُناصريكُ أمانٌ وقد
استوى عِندهُم النهارُ والليلُ
.
ما كتمتُ حقً والوطنُ صاحِبُهُ
كيفَ لأكتِمُ حقَ والأُمُ قتيلُ
.
ندعي حُبِنا للوطنُ وحُبُ
الوطن بقدرِ العيشُ بيننا نعدلُ
.
زُرتُ ساحات الكرامة ونظرتُ
وإذا بِحُريتهم لِتُقطِعُ الأوصال
.
لا تظُنن بِصمتنا عنكُمُ وجلُ
لنا حاكِمٌ لهُ الأمر والفصلُ
.
إذا ما قال أين أسود السويداء
لِنُسمِعَ مُشغليكُم بِكُم العويلُ
.
قِممُ الجبالِ تنحني لهاماتنا
وتُطُوى تحت أقدامنا السهولُ
.
يُصيبكُم الموتُ قبل الوصول
زئير الأسودِ يُزلزلو العقولُ
.
هادي صابر عبيد
سوريا / السويداء
تعليقات
إرسال تعليق