الإجابة الصادمة إن كان قال.. بقلم الاستاذة أنوار محمد القرموط

الإجابة الصادمة إن كان قال.. فقد صدق !
عبارة تكتب حروفها من ذهب، قالها أبو بكر فسُمِيَ بعدها بالصديق؛ جاء المشركون إليه صبيحة ليلة الإسراء ليخبروه أن صاحبه يزعم أنه أسري به من مكة إلى بيت المقدس ثم عاد في ذات الليلة وهم الذين يضربون إليها أكباد الإبل شهرًا ذهابا وشهرًا إيابا، وكان ظنهم أنه سيكذب صاحبه وبذلك يقومون بزعزعة إيمانه، لكن الإجابة جاءت صادمة لهم على غير ما توقعوا، لقد كانت واضحة قوية يحملها التاريخ لكل من يأتي بعده من المؤمنين لتكون لهم قاعدة وأصلا إلى قيام الساعة: "إن كان قال فقد صدق". فليس المهم ما قال، ولكن المهم أنه قال، ومادام قال فقد صدق. السر في اليقين، في الثقة، في الإيمان، في العقيدة القوية. إن المؤمن الحق هو الذي يوقن بصدقِ كل حرف نطق به الكريم صلى الله عليه وسلم، يؤمن بذلك لأنه كلام المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، والصادق المصدوق الذي لا يمكن أن يتطرق إلى كلامه كذب، لا لأنه كلام أيدته النظريات العلمية والتجارب المعملية. لا ينتظر إثباتا علميا ليصدق ما جاء في آية أو حديث، فمن يفعل ذلك - فهو في الحقيقة - لا يؤمن به صلى الله عليه وسلم ولا بما جاء به، وإنما يؤمن بالنظريات والتجارب، فإن وافقت كلامه قبلوه وصدقوه وإن خالفته ردوه وكذبوه. وليس هذا شأن المؤمنين، وإنما شأن المؤمنين ما قاله الإمام الشافعي رضي الله عنه: "آمنا بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله، وآمنا برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
انوار محمد القرموط

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد