هجرة عمر إلي يثرب بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن هجرة عمر إلي يثرب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 22 يناير 2024
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة أنه لما كانت الهجرة هاجر عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المدينة كما هاجر غيره من المسلمين، فترك مكة في سر من أهلها، وإن جرت رواية تنسب إلى علي بن أبي طالب بأنه قال "ما علمت أن أحدا من المهاجرين هاجر إلا مختفيا إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه، وانتضى في يده أسهما واختصر عنزته ومضى قِبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعا متمكنا، ثم أتى المقام فصلى، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة يقول لهم شاهت الوجوه لا يرغم الله إلا هذه المعاطس.
من أراد أن يُثكل أمه أو يُوتم ولده أو يُرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي" فابن هشام وابن سعد والطبري لا يثبتون هذه الرواية، بل يذكر ابن هشام في السيرة وابن سعد في الطبقات أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أذن للناس في الهجرة، على أن يتركوا مكة متفرقين حتى لا تثور قريش بهم، فجعل المسلمون يخرجون أرسالا، يركب أهل القوة ويعتقبون، فأما من لم يجدوا ظهرا فيمشون، وقال عمر بن الخطاب "فكنت قد اتعدت أنا وعيّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل، وكنا إنما نخرج سرا، فقلنا أيكم ما تخلف عن الموعد فلينطلق صاحباه، فخرجت أنا وعياش بن أبي ربيعة، واحتبس هشام بن العاص ففتن فيمن فتن، وقدمت أنا وعياش فنزلنا قباء، ثم تذكر الرواية بعد ذلك أن عياش عاد إلى مكة استجابة لطلب أمه.
وأنه حبس هناك ثم فتن فافتتن، ولكن هل تتناقض هاتان الروايتان؟ أم يستطاع التوفيق بينهما بأن عمر رضي الله عنه تحدى المشركين على ما جاء في الرواية المنسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم هاجر بعد ذلك فخرج سرا على رواية ابن هشام وابن سعد؟ نرجح أن عمر رضي الله عنه لم يتحد أحدا، وأنه هاجر من مكة في سر من أهلها، وهو لم يفعل ذلك ضعفا منه أو جبنا، فهو لم يعرف الجبن ولا الضعف حياته، لكنه كان رجل نظام، فهو يتبع الجماعة ويحمل غيره على اتباعها، وقد كان المسلمون جميعا يخرجون في هجرتهم سرا فلا عجب أن يجاريهم عمر في ذلك حرصا على نظامهم، وحتى لا يشعر الذين يخرجون سرا بأنهم دون عمر في قوة إيمانه بالله ورسوله صلي الله عليه وسلم.
وقد بلغ عمر قباء، فنزل بها في بني عمرو بن عوف على رفاعة بن عبد المنذر، ونزل أهله على رفاعة معه فلما جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم مهاجرا وفي صحبته أبو بكر، كان عمر فيمن استقبله وسار في ركبه إلى المدينة، وعمل عمر مع رسول الله صلي الله عليه وسلم والمسلمين في بناء المسجد وبناء بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، حتى انتقل عليه الصلاة والسلام إليه من بيت أبي أيوب الأنصاري، فاللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوّل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد.
تعليقات
إرسال تعليق