الدكرورى يكتب عن الإسلام وتنظيم العلاقة الاجتماعية بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن الإسلام وتنظيم العلاقة الاجتماعية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 13 ديسمبر

الحمد لله العلي الأعلى، أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ووفق العباد للهدى، فمنهم من ضلّ ومنهم من اهتدى، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، فالخير منه والشر ليس إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، آمنا به، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا وإليه المصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوذي فصبر، وظفر فشكر، أقام الحجة، وأوضح المحجة، وأرسى دعائم الملة، فمن تبع سنته رشد، ومن حاد عنها زاغ وهلك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يشنؤهم إلا منافق، أئمة هدى وفضل، ودعاة خير ورشد، ترضى عنهم ربهم سبحانه في قرآن يتلى إلى آخر الزمان، على رغم أنوف أهل البدعة والنفاق، وارض اللهم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.

قيل أنه لما بلغ أبا ذر رضي الله عنه مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي، فاعلم علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء، فاسمع من قوله ثم ائتني به، فانطلق الآخر حتى قدم مكة، وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلام ما هو بالشعر، فقال ما شفيتني فيما أردت، فتزود وحمل قربة قديمة فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل، فاضطجع فرآه علي فعلم أنه غريب، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد فظل ذلك اليوم، ولا يرى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى فعاد إلى مضطجعه فمر به علي.

فقال أما آن للرجل أن يعلم منزله ؟ فأقامه، فذهب به معه ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك، فأقامه علي معه، ثم قال ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد ؟ قال إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني فعلت، ففعل فأخبره، فقال فإنه حق، وهو رسول الله، فإذا أصبحت فاتبعني فإن رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل فانطلق يقفوه، حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه، فسمع من قوله وأسلم مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري" فقال والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

وثار القوم فضربوه حتى أضجعوه، فأتى العباس فكب عليه فقال ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وإن طريق تجارتكم إلى الشام عليهم ؟ فأنقذه منهم، ثم عاد من الغد لمثلها، وثاروا عليه فضربوه، فأكب عليه العباس فأنقذه" رواه البخاري، ولقد بنى الإسلام أسسه فى تنظيم العلاقة الاجتماعية بين بني المجتمع على قواعد مُثلى وركائز فضلى، في مثل قول الله تعالى فى سورة الحجرات " إنما المؤمنون إخوة" ونحو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يخذله، التقوى ها هنا، فأشار بيده إلى صدره ثلاثا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" رواه مسلم.

وفى مثل قوله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري، وفي نحو قوله عليه الصلاة والسلام " من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتى إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه" رواه مسلم، فتأسيسا على ما تقدم جاءت النصوص المتضافرة في آيات قرآنية وأحاديث نبوية كلها تتضمن المنع الأكيد من أذية المؤمن، والزجر الشديد من الإضرار بالمسلم بأى وجه من الوجوه أو شكل من الأشكال، القولية أو الفعلية، أو الحسية أو المعنوية، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد