حُلمٌ لم يكتمِلْ نص يدندن بعزف منفرد للشاعر المتآلق طاهر مشي

حُلمٌ لم يكتمِلْ
"""""""""""""""""""""""""""
دندنَتْ وتمايلتْ برأسها،كأنّها ترُاقصُ خيالاً بِشَعرِها الذي تُداعِبُهُ النّسَماتْ، دارتْ تلتقطَُُ بِسَمْعِها حفيفَ الأشجار الشّاهقة، وفجأة تبتسم كأنها تقرأ رسالة، ثمَّ تعود من جديدٍ في توَهانٍ عميق ،تنظرُ إلى الأفُق، وأنا أنظُرُ إليها بِلَهفةِ .
نزلت بعضُ الدموع، فازداد خدُّها احمرارا، فانتظرتُها لِتمسحَ القطراتِ المُتساقطة، لكنها تجاهلت عينيْها، وبرّقتْ مُقلتيْها في شرود، فاستعدْتُ قُوايَ وتنفّستُ الصّعداءَ عندما رأيتها تتحرّكُ نحوي وفرِحتُ كثيراً وتهلّلَ وجهي هامساً في نفسي: إنّهُ أنا ، أنا الحبيبُ المقصود أنا الحبيبُ الموعود!
ولكنّها مالت عنّي وعدّتني إلى غيْري ، إلى حبيبهاِ الموعود الذي هو ليسَ أنا!
إنها تنتظر حبيباً غيري!
ولِدَهشَتي ، فتحتُ عينيّ لأُكذِّبَ نفسي بأنّني لست المقصود؛ لأجِدَ نفسي تائهاً وحيداً في غُرفتي بيْنَ جدرانها الخاوية،فلا حبيبَ ينتظِرُ ني ويُهرَعُ باحثًا عنّي ولا أشجارَ شاهِقةً تشهدُ خَيبَتي ولا خريرَ مياه، إلاّ مِن ذلك العرق الذي يتصبّبُ مِنّي ويغسلُ حُلمِيَ الذي لم يكتملْ!
طاهر مشّي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد