الشاعرة جميلة بلطي عطوي تبدع بنص طواحين الجنون
.... طواحين الجنون....
على غرّة القارعة
ضربات تخبط خبط عشواء
أصوات كسلخ الصّخر بالماء
في الهول
أنا على كفّ الرّيح
ما عدتُ أعرف الوجهة
في صولة الرّيح تعزفني الأحداث
أبحث عن باب بيتنا
أسأل عن الحقل القديم
عن قبور السّابقين
يشجيني لحن حزين
تتراقص على نغماته بقايا الزّيتونة الشّهيدة
تتجمّع حوله أحجار
كبيرة .. صغيرة
اللّحن يصدر التّنهيدة
يسعف رئتيّ
آخذ النّفس الغريق
أفتح عيني
يسرقني البصر إلى هناك
على الغصن المنشرخ بقايا عشّ وبيضة
يطلّ من شرخها منقار صغير
جنين
كان يحلم بالحياة
بالحرّية
بجناح يطير
الرّيح عاصفة.. هائجة
وبقايا البقايا
في مهبّ الزّوبعة كذاك العصفور
كم كان يودّ الطّيران
أنا أيضا أودّ الطّيران
جناحاي قصّتهما رشقة متسلّلة
بيتي صار حطاما
عيناي غشّاهما ضباب الخديعة
ما عدتُ أدرك هل هي الرّيح
أم صعقة الغدر
والمخطّطات
ما عدت أفقه
فقط على مرمى المدى
يلفّني اللّون الأبيض
تغرقه الدّماء
تطلّ منه أشلاء ..أياد ..عيون
تشهد أنّنا في غياب الحقّ
بتنا لعبة الرّيح
في طواحين الجنون .
تونس... 19/ 11/ 2023
تعليقات
إرسال تعليق