الدكروري يكتب عن الأمل هو الحياة بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن الأمل هو الحياة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي محبتة صلى الله عليه وسلم لا تنبت إلا على ساق المتابعة والاقتداء، وقد قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " وهذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادّعى محبة الله تعالي وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ولهذا قال" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله".
أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم وهو أعظم من الأول كما قال بعض العلماء الحكماء ليس الشأن أن تحب إنما الشأن أن تُحب وقال الحسن البصري وغيره من السلف زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية ، فقال " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" ولنعلم جميعا بأنه إذا فقدتم الأمل فتذكروا هؤلاء الأنبياء الكرام عليهم وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام واعلموا بأن الأمل هو الحياة، فنبي الله زكريا عليه السلام لا يفقد الأمل في الإنجاب حتى بعد كبر سنه وأصبحت إمرأته عاقرا فينادي ربه فيقول " هب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا" فيستجيب الله تعالي له ويقول " يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي لم نجعل له من قبل سميا" وهذا نبي الله أيوب عليه السلام ابتلاه ربه بذهاب المال والولد والعافية.
ولكنه لم يفقد الأمل ؟ فينادي ربه فيقول " أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" فيأتية الجواب من الله تعالي " فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكري للعابدين" وهذا نبي الله يونس عليه السلام حتى بعد أن ابتلعه الحوت لم يفقد الأمل " فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فيأتية الجواب من الله عز وجل " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين" وإن الوفاء خُلق الكرام، به يسعد الفرد في الدنيا والآخرة وبه يعيش المجتمع في أمن وأمان فالحقوق محفوظة والأعراض مصونة والحب والتراحم يسود بين أفراد المجتمع وبه ينال المسلم رضا ربه ويهنأ بدخول جنته، وإن أمتنا الإسلامية هى أمة الوفاء رجالا ونساء صغارا وكبارا قادة وجندا حكاما ومحكومين في الحرب والسلم.
وفي الشدة والرخاء، فهو دين تتعبد الله به ومتى ما تنصلت هذه الأمة عن هذه القيم والمبادئ والأخلاق في علاقاتها مع بعضا البعض، أو مع غيرها من الأمم فأن سنن الله ستطويها وعقاب الله سيحل بها كما حدث للأمم السابقة، ولقد وصف الله تعالى من لا يوفي بعهده بالخسران، وإن من المسلمين اليوم من تجد تقصيرهم ونكثهم لعهد الله ورسوله، وتنكرهم لدينهم بارتكاب الذنوب والمعاصي ومخالفة أوامر الدين والتفريط في الثوابت والمقدسات وموالاة الأعداء والركون إليهم، وهناك من يتنكر لوطنه وأمته رغبة في منصب أو جاه أو مال أو هوى، وظهر الغدر والخيانة وضيعت الأمانات بين الناس في المعاملات والعلاقات بينهم وضعفت الأخوة بين المسلمين فسفكت الدماء وحلت القطيعة والهجران وساءت الأخلاق.
تعليقات
إرسال تعليق