الاعتذار وكيفية التعامل معه بقلم د. ناريمان نعسان اغا
الاعتذار سلوك حضاري وخلق كريم ..
الاعتذار قيمة عالية من قيم الانسان المتحضر ..
الاعتذار يعني الاقتناع التام بأن هناك خطأ ينبغي تصحيحه ، وهو ماأوجب الاعتذار ، وبالتالي فإن نوع الاعتذار لابد وان يقترن بنوع الخطأ وحجمه .......................
الاعتذار طريقة للتعبير عن التصالح والتسامح والإقرار بالذنب ، وهو سلوك جاءت الأديان لتدعيمه ، ففي نهاية المطاف نحن لسنا ملائكة ، وكل منا يمتلك مايكفي لأن يخطيء ولو مرة واحدة دون قصد ، الاعتراف بالخطأ فضيلة ، والاعتذار عنه فضيلة اخرى ، كلاهما فضيلتان تعززان الحفاظ على روابط الألفة والمحبة بين البشر ، وهما في نفس الوقت وسائل تمنعنا من فقدان من نحب ، الاعتذار بلسم يشفي الكثير من الجروح ، ويمنع تطور الخصومة الى جفاء فعداوة ...........................
الاعتذار رابط متين يضمن استمرار العلاقات ..
الاعتذار فن إنساني لايتقنه جميع البشر ، رغم انه لايتطلب علمآ او ثقافة كبيرين ، بل شيء من أدب وتواضع ، وقدرة على كبح جماع النفس الأمارة بالسوء ، من هنا فإن أجمل أشكال الاعتذار هو اعتذار القوي للضعيف والكبير للصغير والوالد للولد ........
الاعتذارات مهمة والكثير من الكتب تعلمنا ان نعتذر ، ان نتصالح ونتسامح ، فالاعتذارات إذا استخدمت في وقتها ومكانها فهي كفيلة بتضميد الجراح وتهدئة ما بالأنفس ..............................
فالاعتذار من السلوكيات التي تسهل العلاقات الانسانية وتقوي وتزيد من الروابط الاجتماعية ، الاعتذار شجاعة ويعتبره البعض فضيلة لانه يعبر عن الاعتراف بالخطأ ، الاعتذار سلوك حضاري وخلق كريم ، يهدم جدار الجفوة والكراهية ويقارب بين النفوس ويمحو عن القلوب مشاعر البغض والحقد والغضب ، وينشر الحب والثقة والتواضع بين الناس ، فهو جسر الوصل بين ماانقطع بسبب أخطائنا المقصودة كثيرآ او غير المقصودة أحيانآ ................................
فكما قيل ( الاعتراف بالخطأ فضيلة ) فهو خلق نبيل ، ومن يترفع عن الاعتذار يحرم نفسه هذه الصفة الاخلاقية الرفيعة ........
ثقافة الاعتذار ممارسة تحتاجها مجتمعاتنا كثيرآ ، وينبغي زرعها في نفوس الأطفال وبحيث تصبح جزءآ من ثقافتهم فتنعكس إيجابيآ على مجمل علاقاتهم الاجتماعية لاحقآ ، وعندها فقط سيستطيعون ممارسة الاعتذار بلا تردد ودون شعور بضعف او خجل ، فإن الدين المعاملة ...................
للاعتذار فوائد عديدة حيث يؤدي الى معرفة شخصية المعتذر له ومايقبله ومايرفضه من تصرفات ، والاعتذار يريح المعتذر من عقدة الذنب ويحيي ضميره وينصره على النفس الأمارة بالسوء ويهزم الشيطان الذي يسعى لتوسيع الجفوة بين طرفي المشكلة فالاعتذار يصلح مافسد من العلاقات بين الناس ، يمكن ان يكون الاعتذار أحد اكثر الافعال صحية وايجابية ، فله أهمية كبيرة في إصلاح العلاقات وفتح صفحات جديدة بين الأصدقاء .................
ان دعاة التصلب والتشدد والشخصيات النرجسية تنكر ان البشر خطاؤون بطبعهم ، حين تسأل شخصآ : هل أنت معصوم ؟ يقول : انا لست معصومآ ، لكنك إذا ناقشت حول بعض أخطائه وتصرفاته ، يدافع عن أخطائه ولا يعترف بها ، ان نخطيء فنعتذر لايعني أننا أشخاص سيئون ، بل جيدون لأننا نحاول إصلاح أخطائنا ، فليس من بشر معصوم عن الخطأ بعد الرسل ................
صغار العقول يعدون الاعتذار مهانة ، أما كبار العقول فيرون الاعتذار رقيآ وتسامحآ ، في ديننا الحنيف عندنا ثقافة الاعتذار ، رسولنا الكريم نهى عن الكبر ، فأي حد يرفض الاعتذار عن الخطأ عنده كبر ، لايحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث ، قال تعالى : وان تعفو أقرب للتقوى ..............
ثقافة الاعتذار هي من ارقى الثقافات ..
ثقافة الإعتذار جميلة ..
الاعتذار من أجمل مواطن القوة ..
الاعتذار يعني البساطة ..
الاعتذار حضارة ..
الاعتذار قوة ..
الاعتذار عطر راقي جميل يزيل رائحة الاختلاف القبيحة ، الاعتذار حق لازم ترده ، الاعتذار لغة النفوس الراقية التي تحترم ذاتها ، الاعتذار خلق ومن تحلى بحسن الخلق هو أقوى الناس ، الاعتذار قمة القوة لان المرونة قوة ، الاعتذار خلق وليس مذلة ، الاعتذار علاج الخطأ في حق الآخرين ، الاعتذار مفتاح الحل ، الاعتذار يصفي القلوب ، الاعتذار سلوك راقي لاينقص من قدرك أبدآ ، وفي الاعتذار وطلب الصفح علاج للنفس من داء الكبر والعُجب ، من يريد ان يصبح وحيدآ فليتكبر وليتجبر وليعيش في مركز الحياة الذي لايراه سواه ، ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم لاعليهم ، فلنتعلم فن الاعتذار ، ان الاعتذار هو سلوك نتدرب عليه بالتدريج خلال تربيتنا ، لكن البعض يتكبر ولايقر بالخطأ الذي ارتكبه ، كما ان هناك اشخاصآ يرون الآخرين دائمآ على خطأ وهم الصح ، وهذا ينم عن أنانية ...................
الاعتذار سمة جميلة في الشخصية ، ووفرتها تدل على نقاء وتسامح الشخص وتصالحه مع الظروف المحيطة ، من يعتذر يتحلى بثقة عالية بنفسه ويكون متصالحآ معها وخاليآ من العقد ، انتظر الاعتذار من أصحاب التواضع والأصل الكريم ، مثلما ان الاعتذار واجب فإن قبول الاعتذار والصفح أوجب لانه خلق الكرماء والنبلاء .. ناريمان نعسان آغا
تعليقات
إرسال تعليق