الجن و العالم الخفي الجزء (1) بقلم الكاتبة: نجلاء فتحي
الجن و العالم الخفي الجزء (1)
----------------------------------------
بقلم الكاتبة: نجلاء فتحي
يقول المولى عز وجل "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، فالأصل من خلقهم هي العبادة، مثلهم كمثل البشر، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، فكلهم ليسوا بعصاة كما يظن الآخرين، فسآخذكم الآن بجولة معرفية للتعرف أكثر.
لقد خلق الله تعالى الجن قبل خلق البشر بحاولي ألفي عام و قد ذكر في الإسرائيليات أنه {كان أول جني يخلق يدعى سوميا وقال عز وجل لـ (سوميا): تمنْ .. فقال (سوميا): أتمنى أن نرى ولا نُرى، وأن نغيب في الثرى، وأن يصير كهلنا شاباً .. ولبى الله عز وجل لـ (سوميا) أمنيته، وأسكنه الأرض له ما يشاء فيها .. وهكذا كان الجن أول من عبد الرب في الأرض}
و قد خلق من قبلهم الحِن و البًِن؛ ففسدوا في الأرض و سفكوا الدماء فأرسل الله سبحانه و تعالى الجن فأهلكوا جميعًا و بعد ذلك عاش على الأرض الجن ففعلوا مثل ما فعل من قبلهم فأرسل الله الملائكة فأبادوهم و أسروا ما تبقى منهم و كان حينها إبليس صغيرًا فأخذوه ليعيش بينهم وذكر الضحاك عن ابن عباس: {أن الجن لما أفسدوا في الأرض، وسفكوا الدماء، بعث الله إليهم إبليس ومعه جند من الملائكة، فقتلوهم، وأجلوهم عن الأرض، إلى جزائر البحور} .
تربى إبليس بينهم و كان يسمى (عزازيل) و لكثرة تقاه و عبادته و علمه لقب بـ(طاووس الملائكة) و كان له أربع أجنحة، وقد كان سلطان السماء الدنيا و له سلطان الأرض.
و ذكر السدي في (تفسيره) عن أبي مالك، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله ﷺ:{ لما فرغ الله من خلق ما أحب، استوى على العرش، فجعل إبليس على ملك الدنيا، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن، وإنما سموا الجن لأنهم خُزان الجنة. وكان إبليس مع ملكه خازنًا، فوقع في صدره إنما أعطاني الله هذا لمزية لي على الملائكة}
و عندما أراد خلق الله تعالى آدم عليه السلام من التراب أي من (أديم الأرض) و بعث الله ملك الموت ليقبض من تراب الأرض ليخلق خليفته في الدنيا (آدم عليه السلام) حيث ذكر ابن عباس وابن مسعود: {إنّ ملك الموت لما بُعث ليأخذ من الأرض تربة آدم, أخذ من وجه الأرض وخلط فلم يأخذ من مكان واحد, وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء فلذلك خرج بنو آدم مختلفين في الشكل و اللغة و الصفات} (الطبري) .
أمر حينها الله سبحانه وتعالى ملائكته بالسجود لآدم فسجدوا إمتثالًا لأوامر الله إلا إبليس (طاووس الملائكة) و من كان أكرمهم رفض "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" و تكبر على آدم "قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ"
فطرده الله من جنته و قال تعالى في كتابه"فاخرج مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ . وَإِنَّ عَلَيْكَ لعنتي إلى يَوْمِ الدين"، و حينها إغتاظ إبليس اللعين حيث قال الله تعالى "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ "
فالشيطان هو كائن خارق للعادة يُعتبر تجسيداً للشر في كثير من الثقافات والأديان باختلاف المسميات، وما زال الشيطان و عشيرته يغوي من يغوي ليس من الإنس فقط و لكن الجن أيضًا و سيستمر في ذلك إلى يوم البعث.
تعليقات
إرسال تعليق