بضغطة،، ذر : ✍️ بقلم الكاتبه هاله الهواري --

بضغطة ذر : ✍️ بقلم الكاتبه هاله الهواري
------------------------------------------------------

الحبُّ انتقل من علاقة تحكمها التجربة المشتركة والتفاعل المباشر بين الطرفين، إلى علاقة لاسلكية بين شخصين قد يكون التقاؤهما ضرباً من المستحيل، فهل الحبُّ عبر الإنترنت يمكن أن يكون حبّاً حقيقياً؟! وهل يمكن أن نحبَّ شخصاً دون أن نعرفه معرفة عملية؟
نحن في هذه المادَّة لا نحاول أن نهاجم علاقات الحبِّ عبر الإنترنت أو أن نؤيدها، إنَّما نحاول أن نقدم عرضاً متوازناً لحقيقة هذه العلاقات، لذلك نعتقد أن المقارنة البسيطة بين علاقة الحبِّ الطبيعية التي تمرُّ بمراحل تطورية منطقية تجعلها قويه ومتينه وبين علاقة الحبِّ الإلكترونية التي تعتبر منقوصة وضعيفه، كما وضحت التجربه العمليه والتواصل بشكل مباشر يجعل العلاقات قويه فلا يستطيع كلآ من الطرفين التخلي عن بعضهما بسهوله حتمآ ما تربطهم ببعضهما مواقف صعبه وازمات تخطوها سويآ وكذالك لحظات سعيده، فكما وضحنا من الممكن أن يكون في خلل في علاقات الحبِّ عبر الشبكة اللاسلكيه، و العامل الجوهري الذي تفتقده هذه العلاقة وهو الاتصال المباشر والتجربة المشتركة، حيث لا نعتقد أنَّ هناك خلاف حول ضرورة وجود اتصال فعلي بين طرفي العلاقة، وضرورة وجود تجربة مشتركة تجمعهما ليتمكنا من معرفة بعضهما معرفةً دقيقةً تؤهلهما للاستمرار في هذه العلاقة، وهذا هو وجه النقص الأساسي والمأخذ الرئيسي فيما يتعلق بالحب عبر الانترنت.
اي علاقه حب بتنتج لدوافع واسباب، لكي احب شخص فإنني احبه لإسباب دفعتني للإنجزاب به والتعلق به ومن ثم محبته حتما ما اكون لمست فيه صفات ومميزات تناسبني وهذا يتم عن طريق التعامل بشكل مباشر او حتي عن طريق القرابه والمعرفه الحقيقيه،ما بالكم إذاً بعلاقة لا تحمل أي عامل من عوامل التقارب والتعارف التي مرَّ بها أي طرفين ، فالعلاقة الإلكترونية مبنية على التعارف صدفةً ثم التقارب عبر محادثة جافة عن طريق الكتابة، أو مصطنعة عن طريق الفيديو، يتحدث فيها كلُّ شخص عن نفسه دون أن يكون هناك مجالٌ لاكتشاف حقيقة ما يقدمه من معلومات أو مدى قناعته بأفكاره التي يطرحها! ودون أن يتعرض الثنائي لحوادث من شأنها أن تكشف معادن الناس ثم انه معظم المتواجدين علي هذه المواقع يظهرون للعامه بإسماء مستعاره وبيانات غير حقيقيه والجميع يظهر اجمل مافيه والكثير يتظاهر بالمثاليه.

الأجسام أقرب مما تبدو في المرآة:
------------------------------------------------
هذه العبارة التي نجدها مكتوبة على مرايا السيارات "الأجسام أقرب مما تبدو في المرآة" يمكن أن تعبر عن أحد الأخطار الكبيرة التي تهدد علاقة الحبِّ عبر الإنترنت، فما تقرأه وما تسمعه أو حتَّى ما تراه عبر المحادثة الإلكترونية ليس مطابقاً للحقيقة، جميعنا يضع رمز الضحك وهو لا يضحك فعلياً، ويقول أنَّه لم ينزعج وهو يقوم بتكسير أثاث المنزل!
لكن عدم قدرة الطرف الآخر على اكتشاف الحقيقة من خلال التجربة المباشرة أو وجود أصدقاء مشتركين سيجعل من السهل جداً الانتقال من إثارة الإعجاب إلى تزييف الحقائق لتبدو جميلة، كما أنَّ من طبيعة العشاق التصديق والنظر للأمور من زاوية حالمة، وقد تكون الصدمة كبيرة وغير قابلة للاحتمال عندما يتبين أن أغلب الحديث كان مجرد كذب.

بضغطة ذز
--------------
فهناك أشخاص قطعوا آلاف الأميال ليلتقوا بمن أحبوه عبر الإنترنت، كما أنَّ هناك أشخاص سافروا إلى دول بعيدة ليحصلوا على جنسيتها ومن بعدها اكتشفوا عكس ما ظهر لهم وعكس ما توقعوا ثم قاموا بحظر الطرف الآخر وتنتهي الحكاية مع تسجيل الخروج من الحساب، لنكن واقعين وصريحين؛ لا بد أن كل من دخل في علاقة الحبِّ عبر الإنترنت كان يفكر في بداية الأمر أنَّه سيتمكن في أي لحظة من إنهاء هذه العلاقة وطبيعي جدآ إذا ما وجدها مريحه بالنسبة له، كل ما عليه فعله هو تعطيل حسابه في تطبيقات التواصل الاجتماعي وإنشاء حسابات جديدة، وربما يكتفي بحظر الطرف الآخر وتنتهي قصة الحبِّ الإلكترونية بضغطة ذر كما بدأت بسهولة وبساطة، هذا التفكير بحد ذاته هو أحد العوامل البارزة التي تجعل من هذه العلاقة منقوصة، فكيف يمكن لعلاقة تقوم على سهولة التخلص منها أن تكون حقيقية وناجحة؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد