السوشيال ميديا سلاح فتاك بعلاقاتالبشر للكاتبة نجلاؤ فتحي
السوشيال ميديا سلاح فتاك بعلاقات البشر
***********************************
للكاتبة :نجلاء فتحي
يقول الله تعالى في كتابه العزيز" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "
و لله حكم و مغازي فيما يأمر به، فالهدف من التعارف هنا بقصد نشر المحبة و السلام، و تعميم فكرة التساوي ما بين الجميع" فلا فرق بين عربي على أعجمي إلا بالتقوى و العمل الصالح ".
و نجد في الآية و الحديث أنهما أختتمتا بتأكيد مبدأ التقوى.
أما في ظل الثورة التكنولوجيا التي يشهدها العصر و إقتحام السوشيال ميديا المنازل، فقد غزت مفاسدها العلاقات بشكل مخيف، و إقتحمت مخالبها الفتاكة صندوق الأسرار العائلي الأسود، الذي طالما حذرنا نبينا الكريم من الإفصاح به فقد قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا"
فالسوشيال ميديا سلام ذو حدين :
1-هادف :كإستخدامه في نشر الثقافات و قضايا المجتمع الهامة، و الإسهام في النقد الموجه والبناء، و التأثير على متخذ القرار السياسي، بما يتفق مع المصلحة العامة.
كما أنها تساعد بشكل ملحوظ في تقوية العلاقات الإجتماعية و زيادة التوادد بين أفراد العائلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرَّحمُ معلَّقةٌ بالعرش تقولُ: مَن وصلني وصله اللهُ، ومَن قطعني قطعه اللهُ"
2-سلبي : و هنا تأتي الكارثة و الفاجعة الكبرى، فقد تحولت المنصات الإجتماعية و بخاصة الفيس بوك لملقى مخلفات عام، فقد يقوم الأفراد بالسب و القذف علنًا أمام الجميع، فتكون عندها القطيعة لصلة الأرحام التي نهانا المولي عز وجل بشدة عن فعلها فقد قال في كتابه العزيز" فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ"
و تكون ذروة العقدة مركزة في عرض المشاكل الأسرية الخاصة و السماح لأي فرد في الخوض في الأعراض و السب و نشر الفتن و مخالفة شرع الله ف" من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت "
و مما جذب إنتباهي و حرك مشاعري إحدى الزوجات؛ قامت بنشر منشور شاكية فيه زوجها الذي تقاعد من العمل في ظل جائحة كورونا، و منذ ذلك الوقت و هي مسؤولة عن قوامة المنزل و تكمل حديثها بإستنكار :(بعدما كنا نعيش حياة مرفهة صرت الآن أعيش حياة الفقراء) ، و قد كان الرد صادمًا من الجميع : منهم من يطالبها بالخلع و منهم من يطعن في رجولته، و الآخر إرتدوا أثواب الإيمان فوق أجساد الأبالسة مستشهدين بالآية القرآنية "الرجال قوامون على النساء"، و لعبت هنا الأفراد دورها و تنحى لهم الشيطان عن مكانه، فقامت السيدة بسب زوجها أمام أطفالهما ليسقط جثة هامدة بلا حراك، فصدق الحبيب صلى الله عليه و سلم عندما إستعاذ من قهر الرجال.
فطبيعة الحياة الأسرية قامت على التواد و التراحم بين الفردين فقد قال المولى عز وجل في كتابه "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا" فكيف لزوجة تسمح لأي فرد بطعن زوجها أمام مرئي عينيها فأين الرحمة التي حدثنا عنها المولى بقوله " وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "، و إن كانت مستنكرة عملها لرفعة زوجها الذي خلقت من ضلعه، و أطفالهما اللذين جائوا من رحمها، لما لا تستشهد بقصة السيدة أسماء بنت أبي بكر التي أفنت عمرها في خدمة الزبير بن العوام دون أن تشتكي.
فدخول السوشيال ميديا المنازل له عواقب وخيمة آخرى لابد من تحاول تفاديها مثل :
1)إجتماعية:
--------------------
*التفكك الأسري و إنشغال الكل بهاتفه.
*انتشار الخمول والكسل بين أفراد المجتمع، حيث تم استبدال الزيارات العائلية والمقابلات والنزهات بالحديث عبر الشاشات دون حركة.
*الرفقة السوء، و قد أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم بحسن اختيار الصديق بقوله "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" فالصديق قبل الطريق.
*نشر المفاسد و إشاعة الفاحشة عبر الصفحات التي تستهدف المراهقين و قد ذكرهم الله في كتابه " إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
*التخلي عن العادات و التقاليد المرموقة للمجتمع الشرقي، بنشر الصور المثيرة و و كتابة الإيماءات و الإيحاءت البذيئة
*إختراق الحساب بما فيه من خصوصيات.
*التنمر :الذي قال فيه الله تعالى تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ"
*النصب و محاولات السرقة : فحديثًا إنتشرت قصة ميرا رالف التي تحمل الجنسية الأمريكية، و تنتحل دور ضابطة في الجيش الأمريكي تقوم بالنصب علي الأفراد من كل بقاع العالم لسلب أموالهم.
2)جسدية :
----------------
*التأثير على شبكة العين، بسبب المكوث لوقت طويل أمام الشاشات الإلكترونية.
*إتلاف خلايا المخ، و ضعف التركيز: بسبب التوتر.
*سرطانات الثدي و الدماغ و أورام العظام :التي تسببها الموجات التي تصدرها الهواتف.
3)دولية :
--------------
*كنشر الشائعات و تزيف الحقائف.
*المساس بالأمن الوطني : من خلال نشر الفتن.
*التجسس
جهود الدولة في محاربة حروب الجيل الرابع
-----------------------------------------------------------
أكد المهندس طلعت عمر، خبير الاتصالات إمكانية مراقبة صفحات الفيس بوك من قبل اجهزة الامن بالاتفاق مع إدارة الفيس، فمن السهل الوصول لمستخدم الاكونت القائم بالترويج لأخبار تهدد الاستقرار الأمنى، موضحا أن الداخلية تمتلك القدرة على مواجهة هذه الصفحات والسيطرة عليها و إغلاقها.
و في عام 2016 قال اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية للأمن المعلوماتي السابق، إن هناك طريقتين لتتبع الصفحات المسيئة والمحرّضة، الأولى عن طريق تلقي بلاغات من مواطنين بوجود صفحات مسيئة تبث عبارات أو أخبار تحرّض على العنف أو الإرهاب ضد أفراد أو منشآت أو رجال جيش أو شرطة، والثانية عن طريق متابعة ضباط الإدارة للشبكات حيث يقومون برصد المواقع، التي تبث مثل تلك الأخبار التحريضية من خلال بحث الضباط على محركات البحث بتحديد المواقع المسيئة.
كيفية تأمين نفسك على مواقع التواصل الإجتماعي
--------------------------------------------------------------------
عالم السوشيال ميديا زاخر بالأفراد السيئون بأقنعة مزيفة لتضليل من حولهم، لذلك فعليك الإحتراس فلابد من :-
1)عدم نشر أي معلومات خاصة بحياتك الشخصية فالبيوت أسرار و لها حرمة علينا مراعاة ذلك.
2)تأمين حسابك الخاص من خلال الإعدادت.
3)حظر الأشخاص مجهولي الهوية أو اللذين يقومون بنشر الإشعات و تدليس الحقائق أو من يقوم بالمضايقات لغيرهم.
4)عند التترض لأي محاولة إبتزاز فعليك إبلاغ الجهات الأمنية المختصة.
تعليقات
إرسال تعليق