الشاعرة جميلة بلقاسم بن حميدة الجزائرية تبدع بقصيدة بعنوان حمائمُ السّلام

بقلم :جميلة بلقاسم بن حميدة
البلد: الجزائر

حمائمُ السّلام

غاب السلامُ إذا أعْداؤنا حَكَموا
و تسْتجيبُ لِشرِّ الطَّعْنةِ الأُمَمُ

لحْنُ الأماني أهازيجٌ مكسَّرَةٌ
و السِّلمُ حُلُمٌ وصَوْتُ الحَقِّ منُكتِمُ

أيْنَ السلامُ الَّذي تبْكي حمائمُه؟
هديلُها في ربوعِ القلْب يزْدَحمُ

مِشكاةُ ليلٍ تَراءتْ في فواصِلِها
و الفجرُ يحبُو سِنينا ثمّ يَنْفطمُ

قد هاجر المجدُ قسْرا مِن مرافِئِنا
لا العِزُّ طالَ ولا طالتْ بِنا القِممُ

لا تظلِموا العبْدَ إن الظُّلمَ مَعْصِيةٌ
و العبدُ يَجْرِفُهُ للْموْتِ مَنْ ظَلَمُوا

لا تزْهقُوا الرُّوحَ فالأرواحُ غاليةٌ
مَن يَقْتلِ الرّوحَ عُقْبى ظُلْمِه نَدَمُ

لا تحْسبُوا القتلَ يُنُسينا هُويتَّنا
إنَّ العُروبةَ فِينا نبْضةٌ و دَمُ

مَن يَضْرمِ النّارَ لا يأْمَنْ حرائِقَها
إن الرُّعاعَ لِجَمرِ الشَّرِّ قدْ لثَمُوا

مآذنُ السِّلمِ للْأتْقى مُقدَّسةٌ
ينجُو تَقيٌّ بحبْلِ اللهِ يعتصِمُ

واللهُ أغدقَنا مِن نَهرِ كوثَرِهِ
مِن ضِفّةِ النهرِ يُروَى العبدُ والخدمُ

نسْغُ النقاءِ قلاعٌ أنْتَ روْنقُها
يُشعُّ منها لهيبُ الدِّينِ و القِيَمُ

كَفْكفْ دُموعَك إنَّ الذَّاتَ مؤْمنةٌ
و لنْ تنالَ العُلا لو زلّتِ القَدَمُ

واجْعلْ حروفك بُرْكاناً و صاعِقةً
و ارْحَمْ سرائرَ شعْبٍ هَزَّها الأَلَمُ

و ارْفعْ بِسارِيَةِ الأَحْرارِ رايتَنَا
أضْحَتْ شِراعًا لِموْجِ البَحْرِ يبْتَسِمُ

و قَطِّبِ الجُرْحَ إنّ القلْبَ منْتَبِذٌ
رُكْنا عَلِيًّا كَمَنْ بالجرْحِ يَلْتَحِمُ

لاتَحزنَنَّ وَ ثوْبُ الطُّهرِ تَلْبسهُ
شمسًا تُضيءُ و سَهْمُ القَتْلِ مُلْتَجِمُ

مِنْ طُهْرِ قلبِكَ صوْتُ الحُبِّ مُندلِقٌ
و بالنَّقاء شُعُوبُ الأرْضِ تَنْسَجِمُ

ماذا تقولُ و قد حلَّ السَّلام رُؤًى
بَدَتْ حَمامًا بِنورِ اللهِ تَرْتَسِمُ

تَوحَّدَتْ قُبّعاتُ النّصْرِ قاطِبةً
بالعدْلِ عجَّتْ فلا قتْلٌ و لا ظُلَمُ

إنَّ السَّلامَ فَراشاتٌ نُلاحِقُهَا
في روْضةِ الحُبِّ و الأحزانُ تَنصَرِمُ

و السَّلْمُ فوقَ سَماءِِ الطُّهرِ مُعجِزةٌ
و كُلُّ نَصرٍ لَهُ فِي شِعْرِنا كَلِمٌ

و منْ صدى السِّلمِ أشعارٌ قدِ انْبثَقَتْ
فاحتار في صَيْتها القِرْطاسُ و القلَمُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد