ذَكاءُ النَّارِ والصََخر بكَبِدي ) بقلم الشاعرة جميلة بن حميدة
(ذَكاءُ النَّارِ والصََخر بكَبِدي )
شجن يحوم فوق قباب الأرواح
يقطع أيادي الحياري
وهم يجدِّلون ضفائر الأحلام
ويزرعون أيامهم على ناصية
السِّنين العجاف
يبابٌ مكتظ يطارح الحواف التي
خلفها الوشل على ضفاف النأي
الرُّوح تزفر وخزات حارقة
في محراب الوله
و قبالة سجادة التيه
أنا مازلت هنا…
أمتطي صهوة ليلي
قبل أن يشد الهزيع رِحاله
ليُجهض جَنين السَّدَف
أتمعن قسمات الصَّمت
أُلوِّح بيدي وكم غابت
عن مَياسِمها براعم البهاء
تلابيب الهجر المُدقع
تجرُّني إلى مرفأ الغياب
و نوارس الغياب تحلق بي
عاليا في زخيخ المساءات
لتفض بكارة الأمل
يبتلعني الضَّجَر حدَّ الثَّمالة
أتَلوَّى بِرَحِم الإلْتِياع
أتَفتَّت على قارعة الإشْتياق
فيخنقني هواء الغربة
المفْعم برماد الذِّكريات
أقرضوني زهرا ... ياسمينا
أعيروني ورق الغار و العُنَّاب
الذي اضمحلت ألوانه
قبل مواسم الازهرار
لَكَنات بالرُّوح تبحث
عن دَثار الصَّوت
الأنين يلتحف عباءة
نُسِجت من انتكاسة الوقت
و يتوضأ من معين الدَّنَف
ليؤدي مناسك الإلتياع
وقد فَرضها قدَّاس الصَّمت
بحنجرتي التي تبتلع صخورا
بذَكاء النَار وتُعرِّج بي
إلى بهيم الجَوْن والرَّماد.
تعليقات
إرسال تعليق