مُقَــوِّمَــاتُ الْحُــبِّ" بقلم: تامر إدريس

"مُقَــوِّمَــاتُ الْحُــبِّ"
بقلم: تامر إدريس

ما أسهل أن تغرم بإحداهن!، وما أيسر أن يتسلل ذلك الشعور الطاغي إلى جوانحك!، لكنه مع ذلك أسرع تَفَلُّتًا من الأفئدة متى ما فقد أحد مقوماته الرئيسة، جُلَّها أو بعضها فالعاقبة حينئذٍ واحدة.

وهنا يتردد السؤال المنشود؛ ما تكون تلك المقومات؟ وأنَّى لنا أن نتصف بها؟، الحبُّ صرحٌ شُيِّد بعناية، عزَّ بنَّاؤه، ونَدُرَ صائِنُوه. 

والحق أنه قبل الحديث عمَّا يحفظ العلاقة ويصون الرابطة؛ فإننا لا بد أن نتطرق في البداية إلى الغاية المرجوة أو الثمرة المأمولة منها قبل التعاطي معها.

أهي نزوة عابرة أم رابطة أبدية؟، ومضة زائلة أم منارة خالدة؟، لذة زائفة أم حياة كاملة؟، رقم في الحياة أم روح باقية؟!

_ إنه الصدق مع الذات أولا وآخرا؛ سل فؤادك بلهفة؛ ما الذي تنويه؟، توقف لبرهة قبل أن تأتي بموجبات الندم، تعقَّل، ترشَّد واحفظ لنفسك موطئًا للرجوع، ولات حين مندم.

_ كن أمينًا على روحٍ منحتك أمانها واطمئنانها، كن أهلا لثقة استثمرت فيك، احفظها تحفظك، كن لها ما تحب تكن لك أكثر ممَّا تحب.

_ أخلص لمن وهبتك جنانها دون غيرك من البشر، أظهر لمهجتك شيئا من الامتنان، كن لها وحدها كما هي لك خالصة من دون الناس.

_ تفانى في حبك بفعلك المستحيل لأجلها، بادرها بالسؤال، كن حاضرا بلا غياب، كن ذا ذهنٍ واعٍ ولبٍّ راعٍ. في الخير ساعٍ وللسرور داعٍ.

_ كن بمنأى عن الوشاة، وأبقِ معشوقك خارج مرمى السهام، حُسَّادٌ أهل التآلف كُثُر، لا يمَلُّون، ينسجون القصص والروايات، ويحيكون الدسائس والافتراءات، يتغامزون، ويتنابزون.

تراهم يجتمعون فيفرقون، ويتوافقون فيخرِّبون، ويتهامسون فيحرقون، يضحكون فيبكون، ويتسامرون فيعذبون؛ والله عليم بما يفعلون.


تلك نصيحتي أهديك إياها، فارعَها ما وضئت شمس ضحاها أو سرى نجم بليلاها، درب الهوى وعر مسلكه، فاختر لمنجاتك أريبًا لتسلم هجرتك لحماها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد