شعاع من نور ومع سرجون الأكدى (الجزء الثالث) إعداد / محمـــد الدكـــرورى

شعاع من نور ومع سرجون الأكدى (الجزء الثالث)
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع الملك سرجون الأكدى وقد توقفنا عندما زحفت أقوام الكوتيين من المناطق الجبلية ونزحت نحو أواسط البلاد وفتحت بلاد أكاد وسومر وخربت المدن فعم الخوف والذعر في البلاد، وكان في ذلك القضاء على المملكة الاكدية بعد أن حكمت زهاء القرنيين، وقد امتدت إمبراطوريته الواسعة من عيلام إلى البحر المتوسط، وعيلام كانت حضارة ما قبل إيرانية قديمة، وتوسعت في العصر الحديث إلى أقصى الغرب والجنوب الغربي من إيران، ممتدة من الأراضي المنخفضة التي تسمى الآن محافظة خوزستان ومحافظة عيلام، بالإضافة إلى جزء صغير جنوب العراق، ويُشتق الاسم الحديث عيلام من النقل الحرفي لكلمة إيلام من اللغة السومرية، إلى جانب الأكادية اللاحقة إيلامتو، والعيلامية هيلتمتي، وكانت الولايات العيلامية من بين القوى السياسية الرائدة في الشرق الأدنى القديم، وقد عُرفت عيلام في الأدب الكلاسيكي. 

وعرفت أيضا باسم سوزيانا، وهو اسم مشتق من عاصمتها سوسة وهى شوشان، وكانت عيلام جزءا من قائمة مدن الشرق الأدنى القديم المتحضرة مبكرا خلال الفترة النحاسية وهو العصر النحاسي، وقد وُجدت سجلات مكتوبة في عام ثلاثة ألاف قبل الميلاد تقريبا موازية للتاريخ السومري، بالإضافة إلى العثور على سجلات أخرى في وقت سابق بقليل، وكانت عيلام في عصر العيلاميين القديم وهو العصر البرونزي الأوسط، وهى مؤلفةً من ممالك واقعة على الهضبة الإيرانية، حيث تمركزت في إمارة آنشان، ثم تمركزت منذ منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد في سوسة الموجودة في الأراضي المنخفضة في خوزستان، وقد لعبت حضارتها دورا حاسما في عهد الأسرة الأخمينية الفارسية التي خلفت حضارة عيلام، إذ كانت اللغة العيلامية من بين اللغات الرسمية المستخدمة هناك، وتعد اللغة العربية عموما لغة معزولة لا علاقة لها باللغات الفارسية والإيرانية. 

والتي ظهرت لاحقا، ومع ذلك، يفترض بعض اللغويين انتماء اللغتين العيلامية والدرايفية في الهند إلى عائلة اللغة نفسها، وفقا للمطابقات الجغرافية والأثرية، يجادل بعض المؤرخين بتشكيل العيلاميين نسبة كبيرة من أسلاف العصر الحديث اللوري، الذين تعود لهجتهم اللورية إلى اللغة البهلوية وهى الفارسية الوسطى، وقد اشتمل ذلك بلاد ما بين النهرين والأناضول، من عاصمة جديدة وهي أكاد، التي تقع في الضفة اليسرى لنهر الفرات بالقرب من كيش، وكيش وتسمى أيضا كيشاتو بالأكدية، وهي المعروفة الآن بتل الأحيمر وهي منطقة أثرية في العراق كانت في السابق احدى المدن الرئيسية للسومريين، وتبعد عن مدينة بابل حوالي اثنى عشر كيلو متر شرقا، وتبعد عن العاصمة بغداد بحوالى ثمانين كيلو متر جنوبا، وحسب الأساطير السومرية تعتبر كيش أول مدينة يتربع عليها ملك بعد الطوفان الكبير الذي ذكر في الأساطير السومرية.

والديانات اليهودية والمسيحية والإسلام، وقد نشئت مدينة كيش قبل حوالي ثلاثة ألف ومائة عام قبل الميلاد وكان بعد ذلك أن أصبحت قوى كبرى في تلك المنطقة، مدينة كيش وهي أول مدينة سومرية، وخلال قائمة الملوك السومريين، يظهر بأن الملك جشور، كان أول الملوك السومريين، والذي كان يسمى كولاسينا بيل والذي معناه بالأكدية ملك الجميع، ويعتقد بأنه هو من انشأ أول مملكة في التاريخ، وبعد ذلك خلف جشور تسعة ملوك اخرين ومنهم ايتانا واسمه بالأكدية زوكاكيب اي العقرب، وحسب الطبيعة السامية بأن اسم ايتانا كان شائعا في العصور القديمة، وهو الملك الثاني عشر لكيش هو ايتانا، وهو ايتانا والذي كان يريد الوصول إلى الجنة، وأحيانا ينسب اليه بأنه هو من بنى كيش، ومن الملوك الاخرين لسلالة كيش الملك الواحد والعشرين وهو اينمينباراجيسي والذي كان يتجر بأسلحة مع بلاد عيلام، ومن الملوك الاخرين دوموزيد، وكلكامش الذي اشتهر بملحمته، وهو من الملوك الاخرين. 

الذين لم يذكروا في القائمة الاكدية، والتي تسمى اوتوغ، ومنهم الملك حمازي الذي يعتبر من أقدم الملوك، وكذلك ميسيليم الذي قام ببناء المعابد في مدينتي اداب ولكش والذي قام بضمهما إلى مملكته، وهى السلالة الثالثة لمملكة كيش بدأت بامرأة وهي الملكة كوباو، والتي اشتهرت بعبادتها للالهة خيبه، بعد ذلك ظهرت مملكة أخرى قوية عسكريا واقتصاديا ظهرت في الجنوب وهي مملكة نيبور، وقد تمكنت من السيطرة على مملكة كيش وعلى اجزاء شمال كيش، لكن كيش اشتمرت كمدينة خلال عصور حكم أكد واور وبابل، وقد قام الملك الاكدي سرجون الأول بضمها وبنى فيها معابد للاله إنانا، وكيش وقد استمرت خلال عصور البابلية القديمة وفي العصور الكاشية وفي العصور الاشورية، ومرت ببعض الفترات المزدهرة، ولم يكن سرجون هذا من أبناء الملوك، ولكن الأساطير السومرية إصطنعت له سيرة روتها على لسانه. 

فهو يقول "وحملت بي أمي الوضيعة الشأن، وأخرجتني إلى العالم سرا ووضعتني في قارب من السل كالسلة وأغلقت علىَّ الباب بالقار" وأنجاه أحد العمال، وأصبح فيما بعد ساقي الملك، فقربه إليه، وزاد نفوذه وسلطانه، ثم خرج على سيده وخلعه وجلس على عرش أجاد، وسمى نفسه إسم الملك صاحب السلطان العالي، وإن لم يكن يحكم إلا قسما صغيرا من أرض الجزيرة، ويسميه المؤرخون سرجون الأعظم، لأنه غزا مدنا كثيرة، وغنم مغانم عظيمة، وأهلك عددا كبيرا من الخلائق، وكان من بين ضحاياه لوجال، وهو زجيزي نفسه الذي نهب لكش وانتهك حرمة إلهتها، فقد هزمه سرجون وساقه مقيدا بالأغلال إلى نبور، وأخذ هذا الجندي الباسل يخضع البلاد شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، فاستولى على عيلام وغسل أسلحته في مياه الخليج العربي العظيم رمزا لانتصاراته الباهرة. 


ثم اجتاز غرب آسية ووصل إلى البحر الأبيض المتوسط، وظل يحكمها خمسا وخمسين سنة، وتجمعت حوله الأساطير فهيأت عقول الأجيال التالية لأن تجعل منه إلها، وانتهى حكمه ونار الثورة مشتعلة في جميع أنحاء دولته، ولد سرجون سنة ألفان وثلاثة مائة قبل الميلاد وسرجون الاكدي هو ملك من اصول سامية وقصة ولادته حسب النصوص السومرية القديمة كانت امه كاهنة عليا من طبقة انتيم وهى البتول أو العذراء، في مدينة آزوفيرانو، وحملت به ووضعته سرا واخفته في سلة مقيرة من الحلفاء وغطته ورمته في الماء، فلم يغرقه النهر بل حمله إلى آكي سقاء الماء وهو ساقي ملك كيش اور زبابا، فأنتشله آكي بدلوه، ورباه واتخذه ولدا وعينه بستانيا عنده، وبينما كان يعمل بستانيا احبته الالهة عشتار فتولى الملوكية، وقصة ولادة سرجون تشبة إلى حد كبير قصة ولادة النبي موسى عليه السلام مع فارق التشبية ولله المثل الأعلى وشتان بينى نبى مرسل من قبل الحق سبحانه وتعالى، ورجل لا يعرف الله عز وجل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد