لمن تخلت عن حبيبٍ بالأفل بقلم الشاعر. هادى صابر عبيد
لمن تخلت عن حبيبٍ بالأفل
والقلبُ في عيونها احتبل
.
طال بها الرحيل وبدى الوجل
أخشى على فُقدها العقلُ يرتحل
.
وقعتُ في هوى قريبة النسل
خدُها والمبسم جيدُها والمُقل
.
لها من الجمال يسلبُ العقل
والنساءُ من جمالِها خجل
.
كانت لي في الحياة الأمل
رحلت وبِتُ لرحيلِها في وجل
.
ثلاثون عاما أترقبُ لها الطلل
وعلى أطلالها أُجادل الجدل
.
وكأنها القمرُ والليلُ ارتحل
وما أفل القمرُ إذا النهار دخل
.
خلقها الله وبالجمال كملَ
والقدرُ بيني وبينها فصل
.
أحببتُها طفلةً لم ينضُجَ بي العقل
بتُ في الشيبِ أظنُ نفسي طفل
.
وما فرقَ بيننا إلا كيد الأهل
يدعونَ عِشق الطفولةٍ جهل
.
أفل الشبابُ والشيبُ سدل
وما زالَ عِشق الطفولةِ مُتصل
.
هُدى أنتِ لعُذريتي الأصل
وما نقعُ قلبي بالهوى بدل
.
أشكو لكِ سُقمَ قلبي أم المُقل
لفرُاقُكِ قلبي نارٌ والعيونُ وبل
.
حملتُكِ كما السهلُ يحمِلُ الجبل
وما عانى السهل ولا قلبي كلل
.
لا الجبل لِعناق السهل ابتهلَ
ولا شخصُكِ لعناق قلبي تفضلَ
.
هُدى لولا عيونُكِ الغزل
لِما بِتُ في حُبُكِ مُعتقل
.
أشكو لكِ وأنتِ عني أفل
والشكوى بغير ناصِرٍ فشل
.
أم أشكو قلبٍ لفُراقُكِ عليل
وعيونٍ بالشوقِ دمعِها سيَل
.
أعلمُ بأن الأهل لعشقنا خجل
وماذا عسايا بقلبي فاعِلُ
.
واللهِ لستُ مُغرما بالشعرِ ومائِلُ
ولكن الشعر لجرُح الفُراقِ مَوْئِلُ
.
شكوت للناس وكانت عاذِلُ
ولم أجد إلا الشِعر للحبيبة رسائِلُ
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
تعليقات
إرسال تعليق