أبجديات وأدبيات للكاتب أ يمن غنيم

أبجديات وأدبيات 
للكاتب أ يمن غنيم

ألف 

ألم يأن للشعوب العربية أن تتدارك فجيعة الفرقة وإنهزاميتهم أمام تلك الحدود الوهمية التى وضعها الاستعمار ، بغية الإنفصامية فى الفكر، وبغية التقوقع والإنعزالية ؟؟؟

أتكون تلك السبل المعوجة التى ينهجهها تلك الجماعات الإرهابية والتى تمتطى جواد التدين وتلتحف برداء الدين ، هى الأداة التى تستخدمها الدول الغربية وأصحاب الديانات الأخرى للنيل من ديننا الحنيف ؟؟؟؟

أتبقى الدنيا هكذا عابسة منفرة لمن يعيش تحت لوائها ، وتبقى حلبة صراع مخيفة تهدم كل ما أوجدته العلوم الإنسانية فى تبنى تلك المعايير الإنسانية التى طالما تلاشت ، أصبحنا أشبه بغابة وسط ذئاب بشرية أغلظت قسوة قلوبهم على هؤلاء الذين تاهو فى خضم الظلم،  تاره مابين فقرهم المدقع وتارة مابين فلسفات حكامهم ، وراحو يترنحون فى فضاء ملوث بأفكارهم تطارد الخير أينما كان؟؟؟؟؟

أتعلمون أن الفتنة التى تجابهنا الآن ، ليست بالفتنة المعهودة وهى المال أو النساء أو حب الشهوات ، ولكنها فتنة الإخلال بتوازن الفرد مع قيمه ومبادئه ومايؤمن به ومع من يتعايشه  فى مجتمع أجهض كل القيم والمبادئ وأصبحت الغلبة للشر وأصبحت مخالبه هى الأقوى والأكثر شيوعا ، حتى صار الشريف عورة بل رقعة بيضاء فى ثوبهم الأسود ولا مناص ؟؟؟؟

أتدرون بنى البشر ، أن الخيط الرفيع الذى كان يفصل بين الحيوان والإنسان قد تلاشى فى زمننا هذا ، وأصبح الجميع منا أنعام ناطقه ، وفقط تأكل وتشرب ببهمجية وعتهية وبهيمية تسلك مع بعضهم البعض ،وغابت المثل والقيم عن مألوف حياتهم وصارت حياتهم مجرده من الإحساس والمشاعر النبيلة والقلوب الرقراقة الرحيمة والتى تنشد الحب والتعاون بين البشر ؟؟؟

أتعرفون أن الدين هو قانون حياة ولن يشاد الدين أحدا إلا غلبه ، فهو المنهاج  الأصوب ، لتخطى تلك العقبات والتى تعرقل مسار الأمان والسلام ليس الخارجى فحسب بل الداخلى وبنظرة اعخمق الأمن الذاتى ، داخل الفرد ذاته ،ولكنها وقيعة الشياطين على شاكلتها الجن والإنس فى تلك النظم الوهميه ،وتلك الفلسفة الرديئة ،وتلك السياسات الحمقاء التى تنهجهها الأمم ،والحقن الإعلامي الذى يصيب عقولنا ومفاهيمنا للحياة بالإعياء الفكرى الواهن والغير سوى ، والذى يجتاح ربوع حياتنا ،ويجعلنا ترس خامل فى منظومة عرجاء ، لاتجدى ولاتثمر، وبلا وعى نمضى ونصطف وراء ندءاتهم وبحماقة يسلك الجميع ؟؟؟؟

أتقاس البطولة فى النيل من كرامة الغير ،والجور على حقوقه وإنتهاك حرماته والإستحواذ على فكره والإمتهان بمقدراته والعبث بفكره والإنتشارية بما هو مخل ومتنافى عن مألوف حياتنا ، ويصبح التفرد هو طريقة  الإعوجاج عن المسلك الذى إرتسمه لنا الدين وجاهد علماؤنا فى رسمه ومفكرينا للتشبث به ، وكأن الشذوذ إنتاب هذا العالم ، وأصبحت فيه العفة معرة وأصبحنا جميعا ندور فى فلك حالك مكفهر ملئ بالأفاعى التى تبث سمومها فى كل وقت وحين ؟؟؟؟؟

أنكابد فى عيش هو أكثر مرارة وأشد حرمان رغم الترف الحاصل ، والرقى والتطور فيما حولنا ، فإننا نفتقر للإحساس بالحياة وإدراك مذاقها الفعلى ، فتطالعنا التكنولوجيا بإستيعابها لكل مجربات الحياة ، ونحن بلا وعى وبلا إرتقاء نسلك تجاه بعضنا البعض ،  وبلا ضمير نواجه ، وبلا فكر هادف ننادى وبلا هدف نمضى ، فلا حياة ولا عبس يجدى مع الموتى ؟؟؟؟

أتفارقنا أحلامنا فى ظل واقع مخيف وأناس بلا إحساس ، وكيف لحلم وردى فى تردى كل أحوالنا ،وكأن العالم ضاق بنا ذرعا وأغلولقت فوهة الزحاجة وأصبحنا فى قمة الياس والإحباط ، ولا سبيل لمخرج من عنق تلك الظروف التى أحاطت بنا ، وأصبحنا دمية فى أيدى بلهى ومعتنقى الفجور ، ومنادين للظلم وداعين للفجور والآثام ، ويتقنون فن القهر والإذلال ،حتى صرنا بلا هوية وبلا مطية وبلا واقع فكيف للحلم أن يكون ؟؟؟؟؟؟

أهذه الطموحات التى ننشدها ،وهذه الآمال العريضة التى تبغونها ، هو أن تكونوا بلا ثقل وكأنكم غثاء وبلا قيمة تعيشون ، وقد حبانا الله بالإسلام والعقل والحكمة والنبل والأخلاق ، لكن لم يكن لنا نصيب منها ، ونهجنا الشقاق ،ونال منا الغرب وإستهزى بنا اليهود ، وأصبحنا أضحوكة بلهاء ودون رقابة ، ودون حشمة أو إدراك لمعنى الحياة ، نمضى عبثا وتطالعنا حماقاتنا وتطالعنا بلاهتنا بأننا على سلم الرقى والتقدم ونحن فى القاع ؟؟؟؟

ألم يحين لنا أن نتدارك تلك الهوية الاسلاميه وتلك المعايير المحمديه ، وتلك المثل والرؤى المثالية ،فى أن نلجم بها أنفسنا ، ونرتدى عبائتها ونتزين بحليها ، ونرتقى ونتعايش المسلك المحمدى ، كما كان يسلك وينهج فى مألوف حياته ،ونرتقى بمطالبنا نحو الأفضل ونعلى بقيمة الإنسان لما هو أرقى وأكثر آمتثالا لكرامة الانسان ،فالإنسان هو محك الإيمان ، 
وبلا إيمان أو عدل أو حكمة أو رشاد أو حسن خلق فهو كالأنعام .
ذاك هو الحل 

بقلم / الكاتب أيمن غنيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد