علي، ضفاف الحلم...، بقلم الشاعرة هدى حجاجي احمد

على ضفاف الحلم...
//////////////////

في البيت العتيق بأحد الأزقة المتداخلة في أحشاء المدينة منذ فترة وجيزة أبرق اليهما بموعد حضوره، فتش عنهما في وجوه كل المنتظرين في الشرفات.. عن وجه قريب.. أو صديق.. لا أحد غير أنه لم يحاول وضع احتمال محدد لتفسير ذلك. جاء الجرسون حاملاً ابتسامة جديدة وقائمة بالأصناف طلب شراب برتقال وجال ببصره في المكان المغلف بالهمسات لبضع لحظات، فالْتقت عيناه بعينين آسرتين حائرتين بين كل الموائد , تشابكت النظرات ثم انسحبت عيناها بعيدا في توتر بعد برهة التفتت قاصدة النظر في اتجاهه , كان جالسا باسترخاء لكن نظراتها العامدة المتكررة جعلته يتلفت حوله، ثم بدا له المدخل الرئيسي للكازينو خاوياً من الأقدام، وبكثير من التأمل لاحظها بملامحها القلقة تحت الأضواء المنبعثة من مصابيح النيون المنتشرة في كل الزوايا، بدت غاية في الرقة، أسر اتباع عينيها فواده، وانفرجت شفتاه عن ابتسامة آمله ...هل الحلم البعيد المفقود هنا ..؟ ...في الجانب الآخر فتاة حسناء وبهذا الوصف يتفوق الواقع على الحلم. عينان واسعتان بلون الخضرة في موسم المطر، أنف ك النبقة، شفتان كسلكة من القرمز على وجه مرمري يحاكيه وجه القمر الساطع فتياً في قبة السماء، وشعر ذهبي زاده تألقا ضوء النيون الهادئ ...خيوط من الذهب سارحة عبر أذنيها لثمت بشوق وجنتيها، زهرة تحدت صنع الربيع بالبساتين، كزهرة البنفسج على صدرها نائمة، تحسس السطح الزجاجي للكوب، ليس له ملمس.. هل من أثير صنع أسرع السنين تجري من تحت قدميك، جادلت معهم كثيرا، أرتب الأعذار (وغالبا ما كانوا يغلقون آذانهم عن السمع) تداخلت خواطره عشر دقائق مضت وشراب البرتقال ملء الكوب الا من فراغ مستدير عند حافته. كنت فارغ اليد – تواصل البحث دون جدوى عن حلمك الوحيد. الان ولت الأعوام الكبيسة وصار العيش في سعة.. فهل يتحقق الحلم ...؟!! بسطت كلتا يديها على المائدة، أصابعها خالية من أي ارتباط ترى لماذا يغمرك الآن احساس غريب؟! مزيج من الشعور بالفرح والخوف أو الخوف واليأس معاً، وبماذا تفسر تزايد خفقات قلبك واختلاجه بين الضلوع كلما تلاقت عيناكما، مازلت تحيا بقلب فتى العشرين عاماً رغم الخطوط البيضاء التي اندست بين سواد الشعر لتنبئ بشيبة مبكرة، هل يمنحك القدر عوضاً عن هذا العمر المهدور فوق جسر من الشقاء ... /

///////////////// //////////////////


كتبت هدى حجاجي أحمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد