أبجديات وأدبيات (ح) للكاتب /أيمن غنيم
أبجديات وأدبيات (ح)
للكاتب /أيمن غنيم
حياتنا ،تلك التى تعايشناها ،تلك التى عرفناها ،تلك التى ألفناها ،كانت ملؤها رخاء ،كانت لغتها الحب والوئام ،كانت مفرداتها تنم عن المحبة والسلام ،تعايشناها سويا ملتحمة قلوبنا كقلب رجل واحد ومتشابكة أيدينا فى وجه عدو غاشم .وحققنا نصرا .وكنا لبلادنا فخرا .ولأولادنا رمزا .من العطاءات التى لم تكن تعرف طريقا للإنتهاء .ولم تكن تعرف طريقا لإعوجاج .ولكنها كانت تنشد الإستقامة والرفعة والكرامة .لكل الشعوب العربية .والجنود المصرية .فأين تلك المعانى النقية .والتى إندثرت فى سحيق ومغبة شهواتنا ومحتاجاتنا المادية ؟؟؟
حنينى إليكى بلادى ،يملأ وجدانى وفؤادى .يشبع بداخلى كل ما أشتهى وأنادى ويسبح فى فضائى ويملأ ثنايا فكرى ،ويمتزج بين أشلائى .حنينك أنت مصر .عروس الشرق ،ومرفأ كل حائر ،وموطن كل ثائر ،وملاذ العرب والعالم من بطش كل جائر .لكن أشعر الآن بغربة بين أولادك وكأنهم تبدلوا .وأغلولقت قلوبهم ،وتنازعوا فتفرقوا جماعات وأصبحوا فى فرقة وإنفصام وعراك .وإنغمسوا فى مطالبهم ،ونسوا أنهم جنودك وإن شاخوا ،وحماك وإن وهنوا.لكنهم ضاعوا . فهل لنا الرجوع إلى ماعهدناه ؟؟؟؟
حرماتنا ومقدساتنا ورموزنا قد أنتهكت وشوهت وحطمت .وكأننا نودع كل مابقى من تراث وعظمة وتاريخ وميراث .توارثناه عن جدودنا ،وتعلمناه فى كتبنا ومارسناه فى حياتنا .وكان نهجنا وسلوكنا وتقافاتنا هى الأصوب وهى الأرقى وهى الأحلى .لكنها الآن تحتضر .وعلى وشك فراق بلا عودة ،لأناس بلا مودة أو رحمة .وخويت قلوبهم من كل هذه المعانى .وأصبحنا نقتل بأيدينا ماتبقى فيها من رحمات .ملأت الدنيا سعادة ،وقتلنا بأيدينا وبطمعنا وجشعنا كل ماكان .وأصبحنا بلا هوية او عنوان .فهل لنا أن نتدارك من جديد حياة الرضا ومعية الرضوان ؟؟؟
حماس شبابنا هو الدافع وراء التقدم والرقى والإرتقاء .ونشر السلام فى ربوع بلادنا والرخاء.وإستيعاب تلك المحن التى تواجهنا فى إباء .لكن متى يحين لمسئولينا إستيعاب تلك الثروة الهائلة ،وتوجيهها الوجهة الصائبة فى تبنى مواهبهم وتدعيم أفكارهم وشغل فراغاتهم ،وإستدراك أدوارهم نحو بلادهم .فهؤلاء الشباب قنبلة موقوته .وإن لم يتم إستغلالها وتوجيهها الوجهة الصحيحة ،ستنفجر فى وجوهنا جميعا .فأين هم من واقع حياتنا .إنهم مسلوبى الإرادة ،وناكسى الرؤوس ،ويشكون البطالة والعوالة على بلادهم ،وأصبحت طاقاتهم المستهلكه فى الخراب والدمار مسئوليتكم جميعا .فهل إستوعبناهم واحتضانهم فى كنف بلادهم ومحبة أوطانهم ،ليقوموا بدورهم الفاعل ،ولا تبقى هذه الشباب أعضاء خاملة عاطلة باطلة ؟؟
حريتنا هى المسلك الذى نرتضيه لأنفسنا ،لكن بتحسب لكل معايير الحرية من إجابية وإستهلال .فالحرية لاتعنى ممارسة ما نحب أو مانبغى عبثا وجورا على حرية الآخر .إن حريتك تقف عند حدود الآخر .وتسقط الحرية العارمة والمتبجحة والتى لاتعرف قيم أو حدود .إن الحرية لها منطقها الإيجابي ،وهى عدم الاذعان أو الخضوع لأوامر الغير طواعية دون أدنى حوار .وهى الإرتقاء بمطالب الإنسانية فى التعبير عن الذات .والتنفيث عن معتقدات الفرد والأمة .لكنها لاتخدش حياء الآخر .وللحرية العصماء طريقا واحدا،قد كفله الله لنا لا كراهية فيه ولا إجبار.ولكنها محمية بالقيم والدين ،ومحمية بالايجابيات التى يرتضيها البشر من حولك ،ومحمية بقانون الإنسانية ومعاييرها .وإلا فالغابة هى الإسم الصائب لتلك الحياه التى نعيشها .فهيا نبادر جميعا بإحترام مبادئ الانسانية وعدم تشويهها ؟؟؟؟
تعليقات
إرسال تعليق