أبجديات وأدبيات (د) للكاتب/أيمن غنيم
أبجديات وأدبيات (د)
للكاتب/أيمن غنيم
دعوة عامة لكل القلوب الرحيمة ،وكل النفوس الطيبة الجميلة ،أن اقتربوا من كل محتاج ،وأروا ظمأ عطشهم لحنين ،لحنان ،لأمان ،فقد فقدوا كل المعانى بالحرمان .وتحابوا عباد الله فى الله .وأنشدوا العطف ،وأنثروا الحب بين ربوع الحياة ..كونوا عونا لزويكم ولاتنهروهم ،ولا تنابزوا ولا تفسقوا ولا تيأسوا ولا تنازعوا فتفشلوا .وإن فشلتم تاهت منا وبنا قوارب النجاة .فهل كان لكم نصيب من هذا العطاء ،دون جرم أو إفتراء ،كى تعيشون فى سعادة وهناء.؟؟؟
دعاء ،ذاك الذى كنا نرتله بين همهمات حديثنا ،ذاك الذى كنا نتلوه على مسامعنا ،ذاك الذى كنا نبارك به أفعالنا.يارب لا تكلنا طرفة عين إلى أنفسنا الشريرة،.يارب لا تسلط علبنا بذنوب من لا يخافك ولا يرحمنا .يارب أهدنا وأهدى بنا وأجعلنا فى زمرة المهتدين .ويارب حبب إلينا الإيمان وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ،وجنبنا معية ووسوسة الشيطان.لكن أيكفبنا الدعاء ونحن على فوهة الضياع .أيكفينا الدعاء ونحن عرايا من الإيمان والحياء. وكيف لدعاء أن يستجاب ونحن نرتدى قناع الزيف والخداع .وكيف يستجاب الدعاء ،ونحن فى سبات عميق ،فاقدين الوعى فيم حولنا. ولا نتدارك سوى ظلمات الجهل القابع فى نفوسنا .ونحتمى بحمى زائف ولا نعرف سوى البكاء والندم .ونجهض أحلامنا بواقعنا المخيف ،مخافة من قدر مجهول دون التحسب لما هو قادم بالعمل والكفاح والجهد والنجاح .فكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يعد العدة لأعدائه ،ويهزم اذا لم تتوحد صفوفه ،وينتصر إذا ما وحدها لأنه لا دعة ولا كسل ولا تواكل فى ديننا.بل الجهاد والنزال فى معترك الحياة ،فهيا بنا جميعا للاخذ بالاسباب وإدراك النجاح .فهل تعاونا ونظمنا أنفسنا وحددنا ما ينبغى أن يكون ؟؟
دميمة هذه الحياة رغم جمالها ،دميمة تلك البلاد رغم كنوزها ،
دميمة تلك العباد رغم زهو وترف معيشتهم .دميمة هذه الحياة لأنها خلت من تلك الرحمات والبسمات التى كانت تزينها.
دميمة هذه الحياة لانها خويت من رضا الرحمن وكيف للنور أن يسطع وقد غابت كل مباهجها.
دميمة تلك البلاد لانها تكبلت بسلاسل الخضوع والذلة منذ أن تخلت عن مبادئ عروبتها وفحوى قيمها ومداد تاريخها .فأنسابت شطآن العدل فيها وإنتشر الطغيان فيها ،وزلزلت رياح الخوف والهلع مواطنيها .لأنهم فقدوا بداخلهم إحساس الأمن والأمان.وخربت كل معانيهم عندما فقدوا معية الإيمان. دميمة تلك العباد رغم رائحتهم العطره وثيابهم النضره .لكنهم جثث بلا حراك فكرى ،وبلا وعى أو هوية يجوبون .وكأنهم خشب مسندة، لا حياة فيهم ولا بهم .وكأن الحياة توقفت عند مأكلهم وملبسهم ،وراحو يتشدقون بالتقدم وهم بلا وعى وبلا عنوان .تلك هى حياتهم .فكيف إذن تكون .فهل جملنا حياتنا وبلادنا وأنفسنا بشئ من المثل وشئ من القيم وبالدين ،فلا دنيا بلا دين .ولا حياة بلا هدف، يقيم تلك الحياة ؟؟؟
دعابة تلو دعابة ،ذاك هو منهجنا فى الحياة .وذاك هو المسار الإعلامي التافه ،والذى يخاطب عقول التوافه من الناس والبلهى من البشر.إستخفوا بنا وبعقولنا ،فاصبح منهجا للفكر ،وأصبح أسلوب حياة .نعم صارت الدعابة هى المغزى من الأفلام والبرامج والمسلسلات ،والتى تغذى عقول أطفالنا بالبلاهة والعته ،حتى أصبحوا وأصبحنا نفتقد روح الجدية والنظرة بواقعية إلى مألوف حياتنا .وأصبحنا أضحوكة ومخلوقات ممسوخة .وبلا وعى وبلا حياء نتفوه بكلمات هى أدعى للسخرية والادإمتهان ،تحت عنوان الدعابة .لكنها سخرية بأقدارنا ،لكنها سخرية بمن هم يريدون لنا الغباء. ويريدون لنا خيبة الرجاء .فلا علم ولا فكر ولا حياة فهل لنا أن نعيش مع أنفسنا لحظة عتاب ونسأل أنفسنا هل هذا يليق بشعوب مؤمنة ومسلمة وشعوب حضارات وعلم كانت تعج البلاد من حولنا في ظلمات الجهل وكنا نحن منارة العلم والتنوير ؟؟؟
تعليقات
إرسال تعليق