صباح الخير أتاني مترنما ...، بقلم الشاعرة @نعيمة سارة الياقوت ناجي

صباح الخير
أتاني مترنما ...
يشذو بألحان الحساسين...
يرقص بين خرير المياه...
أتاني بحنين الشوق
إلى بلدي البعيد
إلى وطني حيث تركت هناك...
كل دفاتر العشق
تركت أقلامي مبعثرة فوق السجاد
وتركت طائر السنونو في قفص معلقا...
تركت جدتي تخيط لي كسوة العيد...
وتركت على الحائط
صورة جدي المقدام
ذاك الذي حرر بالبندقية أرض الجولان...
تركت معولا محفورا في الأرض...
وفأسا تنقش أسماء الهاربين من لفح النار...
أتاني الصباح فابتسمت....
كي لا يهجرني...
وضمدت الجراح بضحكة مزيفة....
وأجبته...
يا صباحا أشرق على كل الكون....
هلا بلغت سلامي
لأولائك العالقين على الحدود...
وأولائك المرابطات في وجه الجنود...
إلى أمي تركتها تعد كسرةورغيفا
وعلى النار إبريق القهوة....
منها تتصاعد نكهة اللمة القديمة
ومجمعنا عند الأصيل...
عذرا أيها الصباح...
فلا تلمني ...
إن لم أرقص كعادتي
فقد تكسر كعبي
وأنا أقفز فوق الجدران...على الحدود...
كي أراك قبل الشروق....
سالت دماء من كفي
وانا أعلق راية النصر...
أوهم أنفاسي المشردة أننا انتصرنا
وهذي بلادي...وطني الأم....
يبكي جراحي وجراح القادمين من بعدي....
يحتار كيف يبلغهم
أن الوطن كان أكبر الأوطان
وعلى أرضه أنجبت النساء
أقوى الرجال....
حفروا التراب
واستخرجوا الكنز والدرر من البحار...
والاَن أستحيي
فماذا أقول لأبنائي
أيها الصباح؟
هل أخبرهم أن أخي في العروبة خان....
وأنه باعني بأبخس الأثمان...
وأنه تناسى أن الجولان وفلسطين وسورية ومابين دجلة والفرات....
لن تدخل سوق النخاسة يا شجعان...
وأن المزايدة زور وبهتان....
ومع ذالك أيها الصباح المفضال
سأبتسم بين بياض كفيك...
وأقول لكل العرب الشجعان
الذين صانوا العهد...
وسجلوا العروبة على كل الأبواب
مفخرة وسلطان
صباح الخير والأمان...

نعيمة سارة الياقوت ناجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد