الخيانة ومفهومها المعاصر لأيمن غنيم
الخيانة
ومفهومها المعاصر
لأيمن غنيم
تلك الكلمة التي تحمل كل معاني القبح. وتبثق علي كل جميل في حياتنا. لأنها تؤجج نيران الخوف والقلق والتوتر لدي مرتكبيها. وتبدد كل دعائم التقة وتبيح الغدر وتفرضه كأسلوب وأداة انتقام لدي أطراف المعادلة سواء رجل أو إمرأة. ويستبيح كل منهم الثأر والانتقام من الآخر ربما بنفس الوسيلة أو بأساليب أشرس وأفظع. ناسين أن من يخدع أو يخون فقد خان نفسه وخان قيمه وتوعد الإنتقام من نفسه أولا ثم الإنتقام من أهله وذويه وكل محبيه. لأنه خدعهم ببريق مزيف وبقناع البراءة ونزع بيده ما يواري ذاته بذاته وأصبح ذاك الوجه القبيح الذي فقد جمالات روحه وتقبحت طهر ذاته بذاته.
وتعالوا بنا لنفند نوع جديد من الخيانة وهي الخيانة الإكترونية والتي استباحها الكثيرون علي أنها وسيلة للتسلية والخروج بها عن مألوف العادة والطرق علي ماهو ليس مبرر في الواقع واستباحوه في عالمهم الإفتراضي. ونصبوا أنفسهم أدوات باطلة في العبث بمقدرات الحياة والعبث بأسسها وطهرها وحتي الخروج عن النصوص المنهجية المتبعة في تشريع او نظم معهودة للحفاظ علي أمن وامان البشر. كنا زمان نطمئن بالا علي من نعول سواء اولاد او بنات او ازواج علي شاكلتهم سواء رجل أو إمرأة. عندما نغلق ببابنا علينا محتمين بجدران وأمان الاسرة والبيت المصون الذي ينشد كل أنواع الحب والحنان. ساعتها كان الأمان يحاصرنا والحنان يلملم شتاتنا. لكن الآن وقد أصبح البيت غرف مغلولقة علي واقع مجحف ينتابه القلق والإرتياب مع كل صوت لرساله من مجهول أو مكالمة شريدة. قد يبدو أمرا هينا . لكنه سرعان ما يتحول إلي كابوس يهدد أمن الاسرة ويفتك بكل عهود أو تعهد للأمان والثقة وتصبح البيوت آنذاك قلعة بلا أسوار. نعم فالخيانة ليست بالخيانة التي يعهدها معظم الرجال والسيدات وهي الخيانة الجسدية. أو التي تغزو عوالم الشهوات ولغة الغرائز.
إنما الخيانة هو أن تهفو لحياة ليست بمشروعية ان تحلم بها. أو ترنو حتي بمخيلتك لها وبها. والخيانة في أن تفقد عذرية الحياء في الحديث مع غير التي تحللت بها ولها. والخيانة هو أن تغزو عوالم غيرك حتي لو نصبت داعيا لخير. والخيانة هي أن تحطم أرصدة الأمان لمن هم تحت طائلتك أو من تعول وتخيب ظن من أنت لهم قدوة ومثل يحتذي به. جميل أن ترقي وترتقي بحلالك إلي أبعد درجات التمني وتعيش كل اللحظات التي يقتنصها غيرهم منك بغير حق أو شرعية.
والخيانة هو أن تبدد مفاهيم المثاليات لدي من كنت لهم الزوج والاب أو حتي الابن لوالدين بروا بك يوما ما. كن علي بينة وحجة بالغة من أنك إن كنت طاهرا عفيفا. بشوشا سعيدا دون خوف ترتقبه أو تهديد يهدد أمان بيتك. فأنت في نعمة بالغة وقد حيزت لك سعادة الدنيا بكل ألوانها. وأن ما يأخذ خلسة أو سرقة أو دون شرعية فأعلم أن حياتك ستؤول إلي جحيم لحظة تفتك بكل غالي ونفيس. وتعريك من احترامك لنفسك واحترام أولادك ومن ينشدون فيك حسن الظن. ماذا بعد لو كسبت العالم وخسرت نفسك.
فيا كل رجال العالم وكل نساءه أنتم أمن وامان بعضكم. فاذا اختل طرف اختل التوازن الأسري. وتهدمت كل معايير الحب والاحترام بينكم. ويا كل الرجال والنساء أنتم حرث بعض فليسقي كل منكم زراعته عن وعي بلحظات الجفاف التي تهدد بيوتكم. وكل لحظة ظمأ تهدد بعطش عرائزكم. كن أنت الساقي والسقيا كن أنت الحافظ والمحفوظ كن أنت الامير والمأمور.
تلك هي مقومات الأمان وتلك هي معايير الحنان وتلك هي ثوابت الايمان. فإلزموها وتعاونوا علي بر بعضكم البعض وكونوا لبعضكم عنوان فلا تيه ولا خذلان.
بقلم. أيمن غنيم
تعليقات
إرسال تعليق