النقد البناء للكاتب أيمن غنيم

النقد البناء
للكاتب أيمن غنيم 

  جميل أن ننتقد بعضنا البعض . وجميل أن يصحح كل منا مسار الآخر.  إذا كان ذاك المسار معوجا أو يتيه بصاحبه ولا يعرف أين يضع بخطاه .
 
لكن في إطار من التكرار الذي لا تمله النفس ودون العبث بما لدينا من جمال أو تجاهل ما لدينا من اتجاهات حميدة . ودون العبث بما هو جميل . قد تبدو الصورة رائعة في المرآة . وتبدو أكثر اشراقة إذا أحطنا تلك الصورة بهالة من الأضواء والتي يمتلكها كل منا لكانت أجمل وأجمل .
 والذي أعنيه هو تخطي ماهو معيب إلا ماهو أجمل . 

إذا أنك لو أحسست الفرد بملكاته وكل مزاياه أولا كان سهلا عليه أن يتقبل نواقصه . ومن هنا يكون التسلل للردئ منه عبر المحاسن . وليس العكس . لأنك تطلق العنان للنقد والملامة دون أدنى تحسب لما يملكه ذاك الشخص من خصال حميدة وفقط تشعل فتيل النقد فيضيع الغالي والنفيس وتبقى آنذاك جرسومة الحقد التي تعبث بكل ماهو جميل لأنه جميل .

 وإذا ما أخذ كل بطل حقه في نزاله في الحياة وتوج بأكاليل التقييم التي يستحقها . وأصبح أميرا في مملكته أو مجاله الذي  يبدع فيه . لما كان على ذاك الحال .

 لكن إن كل ما حولنا يدعو للتناقض الغريب . قد يجرم الفرد لأنه جميل أو كريم أو حتى راقي . لأنه ساعتها ينتقد على عدم كماله وينسى الناس آنذاك نقائصهم ونواقص غيرهم ومزاياهم المبتورة وخصالهم المعدمة .

 وينتقدون في هذا الشخص نواقصهم وعيوبهم دون أدنى حرج منهم أنهم معدمين أو بلا حراك فعلي تجاه هذه الخصال . ويتآمرون على جميل الصنع وجمال الأداء من هذا الذي يطلب منه أن يكون ملكا لا بشر . لو استدارت هذه المرآة على وجوهنا نحن لاكتشفنا كثير من القبح وكثير من عدم التوافق ما بين الملامح والوجه ذاته وتبدو الصورة أكثر دمامة وأكثر قبحا . 

لكننا نصوب رصاصاتنا على كل من يتسمون بالجمال وكل من يسعون إلى الوصول إلى حلقة الكمال . بعذر أنهم ليسوا بكاملين أو لا يصلون إلى الدرجة القصوى ناسين أنهم على خطى حميدة وإن إتهموا بالتقصير .

 هكذا مجتمعنا . يبحث لكل واثق في خطواته على كبوة . ويبحث لكل أعرج على ومضة ثقة . تلك المجتمعات العربية تمهق البطولات وتسحق أصحاب القمم . وتذدري بخصالهم الراقية . وتجمل معيوبهم. وتحاول أن تخال الحمار حصانا والحصان حمارا وتتبدل الأدوار فلا يصبح الجميل جميلا ولا القبيح قبيحا . فإذا أردت أن تمسك بمرآة لا بد وأن تكون قادر على إبراز انعكاسي لما تحويه وإلا فأنت بلا ملمح

بقلم أيمن غنيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد