نفحات إيمانية ومع عبد الله بن مغفل إعداد / محمـــد الدكـــرورى

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن مغفل
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ومازال الحديث موصولا عن الصحابة الكرام والتابعين رضى الله عنهم أجمعين إحسان إلى يوم الدين ومعنا صحابى جليل من صحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ألا وهو الصحابى أبو زياد عبد الله بن مغفل بن عبد نهم بن عفيف بن أسحم بن ربيعة بن عداء بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن عمرو المزني، وهو صحابي جليل، وقد كان من أصحاب الشجرة الذين بايعوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد سكن المدينة المنوره، ثم تحول عنها إلى البصرة وابتنى بها دارا قرب المسجد الجامع، وأما عن أصحاب الشجره، وهم أصحاب بيعة الرضوان أو بيعة الشجرةن وهي حادثة في التاريخ الإسلامي حدثت في شهر ذي القعدة من السنة السادسة، في منطقة الحديبية. 

حيث بايع فيها الصحابة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على قتال قريش وألا يفروا حتى الموت، بسبب ما أشيع من أن عثمان بن عفان قتلته قريش حين أرسله النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إليهم للمفاوضة، وكان ذلك لما منعتهم قريش من دخول مكة وكانوا قد قدموا للعمرة لا للقتال، فلما بلغ المسلمين إشاعة مقتل عثمان بن عفان، قال لهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، " لا نبرح حتى نناجز القوم " ودعا المسلمين للبيعة فبايعوا، وكان يقدرعدد الصحابة الذين حضروا بيعة الرضوان نحو ألف وأربعمائة صحابي، وكانت البيعة تحت شجرة سُميت بعد ذلك بشجرة الرضوان، وسبب تسمية البيعة بالرضوان أنه جاء في القرآن الكريم أن الله قد رضي عن الصحابة الذين حضروا هذه البيعة. 

فقال الله تعالى في سورة الفتح ( لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجره، فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ) وقد قيل أن أهل بيعة الرضوان هم من أهل الجنة، كما وردت عدة أحاديث نبوية شريفه عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في ذات المعنى ومنها قوله صلى الله عليه وسلم " لن يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجره " وأما عن عبد الله بن مغفل، ابن عبد نهم بن عفيف المزني، فهو صحابي جليل من أهل بيعة الرضوان، وكان يقول إني لممن رفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أغصان الشجرة  يومئذ، وقد سكن المدينة، ثم البصرة، وله عدة أحاديث، وقد حدث عنه الحسن البصري، ومطرف بن الشخير ، وابن بريدة ، وسعيد بن جبير، ومعاوية بن قرة.

وحميد بن هلال، وثابت البناني، وغيرهم، وقال أبو داود أنه لم يسمع منه سعيد بن جبير،  وقال الحسن البصري أنه كان عبد الله بن مغفل أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عمر بن الخطاب يفقهون الناس، وقيل أنه توفي سنة ستين من الهجره، وكان أبوه من الصحابة ، فتوفي عام الفتح في الطريق، وقيل أنه كان عبد الله من البكائين، وقال عوف الأعرابي، عن خزاعي بن زياد المزني، قال، أري عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، أن الساعة قد قامت، وأن الناس حشروا، وثم مكان من جازه فقد نجا، وعليه عارض، فقال لي قائل أتريد أن تنجو وعندك ما عندك ؟ فاستيقظت فزعا، قال، فأيقظ أهله، وعنده عيبة مملوءة دنانير، ففرقها كلها، وكان عبد الله كنيته هو أبو سعيد، وقيل أبو زياد، وقد كان له عدة أولاد منهم سعيد وزياد. 

وهم من مشاهير الصحابة، وقد قال ابن عبد البر، أنه ذكر المدائني عن المبارك بن فضالة عن معاوية بن قرة قال، أول من دخل من باب مدينة تستر هو عبد الله بن مغفل المزني ويعنى يوم فتحها، وعن أبي العالية عن عنترة عن عبد الله بن مغفل قال، إني لآخذ بغصن من أغصان الشجرة التي بايع رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، تحتها أظله بها قال، فبايعناه على ألا نفر، قال وعن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال" إني لممن يرفع أغصان الشجرة عن وجه رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،  وهو يخطب" وقال البخاري عنه أنه له صحبة وسكن البصرة وهو أحد البكائين في غزوة تبوك وشهد بيعة الشجرة وقد ثبت ذلك في الصحيح وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر بن الخطاب ليفقهوا الناس بالبصرة.

وهو أول من دخل من باب مدينة تستر، وقيل عن عبد الله بن مغفل أنه شملته الآية من سورة التوبة التى قال تعالى فيها ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ) وقد قيل عنه أنه كان من جملة البكائين الذين جاءوا إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قبل غزوة تبوك، فقالوا يا نبي الله إن الله عز وجل، قد ندبنا للخروج معك، فاحملنا على الخفاف المرقوعة والنعال المخصوفة نغزو معك، فقال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لا أجد? ما أحملكم عليه، فتولوا وهم يبكون، فنزلت فيهم الآية فى سورة التوبه ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا 

وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون ) وقد قيل أنه كان لعبد الله بن المغفل سبعة من الذكور ولم يكن أحد منهم اسمه محمد، وقد قال محمد بن عمر، وكانت وفاته في آخر خلافة معاوية بن أبى سفيان وقد مات بالبصرة سنة تسعه وخمسين من الهجره، وقال مسدد، أنه مات سنة ستين من الهجره، فأوصى أن يصلي عليه أبو برزة الأسلمي، فصلى عليه، وقيل أيضا أنه مات سنة إحدى وستين من الهجره، وقيل أنه لما كان المرض الذي مات فيه أوصى أهله فقال، لهم لاَ يليني إلا أصحابي، ولا يصلي على بن زياد،  فلما مات أرسلوا إلى أَبِي برزه الأسلمى، وإلى عائذ بن عمرو، وإلى نفر من أصحاب رسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالبصرة، فولوا غسله وتكفينه. 

وقال، فما زادوا على أن طووا أيدي قمصهم ودسوا قمصهم في حجزهم، ثم غسلوه وكفنوه، ثم لم يزد القوم على أن توضئوا، فلما أخرجوه من داره إذا ابن زياد في موكبه بالباب، فقيل له إنه قد أوصى أن لا تصلي عليه، قال، فسار معه حتى بلغ حدّ البيضاء، فمال إلى البيضاء وتركه، وقال عن بكر بن عبد الله المُزني، قال أوصى عبد الله بن المغفل عند موته لا تتبعوني صوتا ولا تدنوا مني نارا ولا ترجموني بالحجارة، وقال أبو الأشهب، يعني ما يركم على قبره من الحجارة، وعن الحسن، قال عبد الله بن المغفل المزنى، أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة يفقهونهم، فدخل عليه عبيد الله بن زياد يعوده فقال أَعهد إلينا أبا زياد فإن الله كان ينفعنا بك، قال فهل أنت فاعل ما آمرك به؟ قال نعم.

قال: فإني أطلب إليك إذا أنا مُت أن لا تصلي عليّ، وأن تخلي بيني وبين بقية أصحابي فيكونون هم الذين يلوني ويُصلون عليّ، قال: فركب في اليومِ الذي مات فيه، فإذا كل طريق قد ضاق بأهله، فقال ما بال الناس؟ فقالوا، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفّى عبد الله بن المغفل، قال، فوقف دابته حتى أُخرج به ثم قال: لولا أنه طلب إلينا شيئا فأطلبناه إياه لسرنا معه وصلّينا عليه، وكان الذى صلى على جنازة عبد الله بن المغفل هو أبو برزة الأسلمي، وهو الصحابي نضلة بن عبيد بن الحارث بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلمان بن أسلم بن أفصى الأسلمي، وقيل هو نضلة بن عبد الله بن الحارث، وقيل هو عبد الله بن نضلة، وقد أسلم قديما، وشهد فتح خيبر. 


وفتح مكة، وحنينا، وسكن البصرة، وولده بها، وغزا خراسان، ومات بها أيام يزيد بن معاوية، أو في آخر أيام معاوية بن أابى سفيان، وكان يهتم بإطعام الفقراء والمساكين واشتهر بكنيته أبو برزه الأسلمى، وهكذا هى نهاية الدنيا، وهى الحقيقه الواضحه وهى الموت ولكن يجب علينا أن نتذكر، ليلتان اثنتان يجعلهما كل مسلم في ذاكرته، ليلةٌ في بيته، مع أهله وأطفاله، منعما سعيدا، في عيش رغيد، وفي صحة وعافية، ويضاحك أولاده ويضاحكونه، والليلة التي تليها، بينما الإنسان يجر ثياب صحته منتفعا بنعمة العافية، فرحا بقوته وشبابه، إذ هجم عليه المرض، وجاءه الضعف بعد القوة، وحل الهم من نفسه محل الفرج، فبدأ يفكر في عمر أفناه، وشباب أضاعه، ويتذكر أموالا جمعها، ودورا بناها، ويتألم لدنيا يفارقها، وذرية ضعاف يخشى عليهم الضياع من بعده، وقد استفحل الداء، وفشل الدواء، وحار الطبيب، ويئس الحبيب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد