** السلام المنشود *** 📰 بقلم الشاعر،، يوسف مباركيه

*** السلام المنشود ***

كل شعوب العالم سئمت من لون الدماء على أراضيها و في البلدان الأخرى في الواقع و حتى على شاشات التلفزيونات و مواقع التواصل الاجتماعي. هذه الصورة المرعبة زرعت في نفوس الكثيرين شعورا بالإحباط و عدم الثقة في البلدان التي تدعي دعمها للسلام و التعايش العالمي و لكنها تسعى بذلك لجمع الأموال من المتضامنين و حماية مصالحها و إن لم يكن بيع السلاح كذلك. فتراكمات التاريخ و الحروب العالمية المدمرة التي سبقت عصرنا هذا لا تزال تداعياتها و مخاوفها جزء من سياسات الكثير من الدول, لذا فالسلام المنشود الذي نطمح إليه هو سلام لا رجوع فيه لرماد الأمس و مآسيه و ويلاته, هو سلام خال من نوايا التوسع و نهب الخيرات, هو سلام بعيد عن بث النعرات طائفية و الدينية و تهييج الأقليات القومية مما يحول دون قيام السلام على أرض الواقع. إن السلام الذي يطمح له العالم هو السلام الذي يضع المستقبل المشرق نصب عينيه دون التفريق بين عرق و هوية و لغة و لون و دين , هو السلام الذي لا إكراه و لا تعصب و لا اغتصاب فيه, هو السلام الصريح و العادل الذي يعطي المظلوم حقه و يعاقب الظالم و المعتدي بما يستحق, هو السلام الذي ينبذ العنف و يكرم المرأة و يدافع عن حقوق الطفل كونه خلفا لأمة أنهكتها الحروب و الآفات, هو السلام الأبيض و الحضن الدافئ و الملاذ الآمن. هذا هو السلام الذي تطالب به الشعوب و الدول المسالمة.

بقلم / الدكتور يوسف مباركية / الجزائر