نحو عالم افضلة 📰٢٣ سلسلة يومية للكاتب أيمن غنيم
نحو عالم أفضل ٢٣
سلسلة يومية
للكاتب أيمن غنيم
وسيبقى في الذهن سؤالا عالقا . عجزت طيلة حياتي ان أجد له إجابه . وسيبقى مدويا في ذهني . ويزلزل كياني .
وهو من أين جئنا بهذه اللعنات التي تلعن كل جميل فينا . ومن أين جئنا بهذه التطلعات التي تمحق كل خير فينا . ومن أين جئنا بهذه الثقافات اللعينة التي تدمر كل جمال . والتي تعبث بكل آمال . وكيف تحولت حياتنا إلى إهدار عام يفتق كل صلابة ويفشي كل خراب ودمار. وكيف صرنا بلا هوية تجمعنا وبلا معين يدعمنا وصرنا اسود على بعض ونعاج على الغير . نسلب حق كل متواضع وننتوي الخداع مع كل أمين ونذوب الحقد والضغينة في محتويات السنين . وكيف لنا الاندماج والكراهية زادنا والغيرة والحسد مناهجنا . نطفو على اسطح بعض ولا نعي ما نقول ولا نتفهم أي جمال . كيف جئنا بهذه الخصال .
وانتجنا تلك المجتمعات المتهلهلة وذاك النسيج العنكبوتي الواهن الذي يتمزق فور الصراع .ومن صراع إلى صراع نتعايش وفي ظل الأوجاع تنمو ضمائرنا وتتهالك عقائدنا وتصبح بالية بلا جدوى . من أين جئنا بهذا الخزي وذاك العار الذي شوه ثقافاتتا وجعلنا متفردين في الخداع ومتميزين في النزاع . وتصبح عاداتنا هي آفة كل رقى وتهدم كل إرتفاع . وتموت البسمة وتبقى الأيام كئيبة حتى النخاع .
أعلم بأنه لا يوجد هناك سلبيات مطلقة ولا إيجابيات مطلقة .لأنها تختلف وفقا لقناعات الفرد وقيمه ودينه ومذهبه وحتى أيدولوجياته . ولذا ليس هناك معيار ثابت للتقييم سوى دوافع الفرد ذاته . فهناك أهداف سامية لسلوك غير سامي . وهناك إدراك معياري لكل قيمة على حده . وأهم ما يميز تلك الأشياء هي دوافع الشئ نفسه . كغيرة المرأة على زوجها تبدو وأنها سلوك سلبي ينجم عنه بعض المساوئ أو يعقبه سلوى غير سوى . رغم أن دوافعه الحب والغيرة هي الشكل الأمثل للحب . وهي ترجمة فعلية للاهتمام . رغم أن معظمنا لا ينتهجها أو يستحسنها . ولكن عند الوقوف على دوافعها سنرى أنها ماهي إلا نتاج لجمال وروعة حب دفين تجاه بعضنا البعض . فالرؤية لمثل هذه الاشياء. لابد وأن تتسم بعمق الرؤى . كي لا نعيش عبث الواقع ونهمل تلك الدوافع التي تصنف خصالنا . وليس وفقا للآخرين .
ولابد وأن نجعل فهمنا خاضع المرونة وفقا للموقف وفقا لطبيعة البشر ليس لمنظومة ثابته .إلا في الأمور التي تتعلق بالتشريع فهي غير قابلة التأويل ولكن فيما عدى ذلك يمكن أن يؤول وفقا لقناعات الإنسان ذاته . ويقيم الحدث فيما وراء الحدث ودوافعه وأهدافه . كي يمكننا الحكم عليها بسويته أو غير سويته . وهذا هو معيار الحكم الحقيقي .
وانهج أنت وفقا لكل ماهو جميل وأجعل روحك تهيم حبا وأن لم تستطع إدراكه فتحابوا ينصهر الحب ولا تجد إحساس الجمود وستجد الانسايبية الفضفاضه تجوب عوالمكم وستعيش بروحانيات الجمال . لا المكياج المزيف والذي يقصي كل معنى ويبحث عن الماده وفقط . بلا روح وبلا حياة وأن كثر نعيمها
بقلم أيمن غنيم
تعليقات
إرسال تعليق